د. أحمد الفراج
لا يزال عملاء حكومة الملالي ممن يسمون أنفسهم «معارضة شيعية» ينفون أي صلة لإيران بتنظيم داعش، وذلك من منطلق الاختلاف الأيدولوجي الحاد بين طهران وداعش، وهذا صحيح من ناحية نظرية. هذا، ولكن يخفى على هؤلاء العملاء أن إيران احتضنت، ولا تزال تحتضن القاعدة، وتستخدمها في مهمات قذرة، كما أن إيران، وبعد أن أذاقها صدام حسين الأمرين، في حرب الخليج الأولى، قررت عدم المغامرة في الدخول بأي حرب، وبدلا من ذلك شكلت أحزابا تابعة لها، ودعمتها بالمال والسلاح، وأصبحت هذه الأحزاب تخربش وتحارب بالنيابة عنها، كما يفعل نصر الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وحزب الدعوة، وغيره من الفصائل في العراق، وحالياً بالتأكيد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، أما كيف تدعم إيران داعش، فهذا أمر يسير!!.
في كل الإيديولوجيات، يوجد قادة «عملاء»، ويوجد رعاع ودهماء «سذج»، وتتلخص مهمة القادة في العيش الكريم والتخطيط وتلقي الأوامر، وأما الأعمال القذرة فهي للدهماء، ولنتذكر أن ابن لادن قتل آلاف الأبرياء، ولكنه بقي حيا، يتزوج الحسان، ويأكل أطايب الطعام، حتى قتل في مخدعه، وهو نائم بجوار إحدى حورياته، وذلك بعد أن قام بالمهمة وأكثر، وحاول، أخي القارئ، أن تربط بين القضاء على ابن لادن، وبين صنع داعش، واسأل نفسك عما إن كان مريبا أن ينشأ تنظيم داعش، ويتم النفخ فيه، في الإعلام الغربي، بعيد مقتل ابن لادن؟!!، وإذا أخذنا في الاعتبار أن هناك قادة ودهماء في كل تنظيم، فهذا يعني أن حكومة الملالي تطلب من قادة داعش أن يأمروا الدهماء من أتباعهم بالتفجير هنا أو هناك، فالإرهابي الذي فجر في القديح، والآخر الذي حاول تفجير مسجد الحسين يتوهمان أنهما يتقربان إلى الله بقتل المخالفين، ويخفى عليهم، كما عادة الدهماء والحمقى، أنهما ينفذان أجندات لا علاقة لها بالدين، بل هي أجندات تخدم ألد خصومهم، وهي حكومة ملالي طهران!!.
عزيزي القارئ الحصيف، يريدون منك أن تصدق أن الإمبراطورية الأمريكية تقف عاجزة عن القضاء على داعش، وعلى زعيمها أبو بكر البغدادي، وهي الإمبراطورية التي فككت الاتحاد السوفييتي، وقضت على ميلوفيستش في أسابيع، وعلى جيش صدام حسين الجبار، وأخرجت صدام نفسه من حفرة، في مزرعة نائية !!، ويريدون إقناعك بأن إيران تحارب داعش!!، ولا تسأل عمن يسهل دخول الرجال والسلاح عن طريق تركيا لداعش، وإياك أن تتجرأ، وتسأل عن هوية من يشتري النفط من تنظيم داعش، فهم يريدون منك أن تلعن الإرهاب وداعش، ولكن إياك أن تسأل عمن صنع داعش، وعمن يدعمه، وعن سر افتتان الإعلام الغربي بهذا التنظيم الخطير!!، ونشر بطولاته !!، والخلاصة هي أن أمريكا، وكما كتبت مرارا، قررت، بعد أحداث سبتمبر 2001، الانتقام من الإسلام السني، وبدأ ذلك باحتلال العراق، ثم «التثوير الأوباما-إخواني»، ولا زال المخطط يجري على قدم وساق، فخذوا حذركم، وتذكروا مقولة عمرو بن العاص عن الروم، أي الغرب حالياً: «إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة»، فاللهم اكفنا شر كرهم وفرهم!!.