كتب - فهد السميح:
من غير الطبيعي أن يخرج كبير وزعيم القارة الكبرى من الموسم الرياضي دون أن يكون له نصيبٌ من الذهب، فمن المتعارف عليه أن النادي الملكي والذهب، كما التوأمان لا يفترقان حتى وإن تدخلت بعض العوامل الخارجية كما حدث في الموسم الماضي، وغيّرت مسار الذهب.. لكن سرعان ما يعود العاشق لمعشوقته التي تُبادله الحب بحب، فهو من قدَّم طوال تاريخه المرصع بالذهب مهراً لمعشوقته حتى أضحى وحيداً بين أقرانه، كما نارٌ على عَلم.
لا يُمكن أن تُذكر بطولة دون ذكر الهلال، وهذا الطبيعي فمن استطاع الحصول على كافة البطولات المحلية والخارجية، وجعل بينه وبين أقرب منافسيه فرقاً شاسعاً لا يمكن الوصول له إلا بطريقين لا ثالث لهما، إما بجمع بطولات ناديين مع بعضهما، وليس أي نادٍ، أو هناك طريقة أخرى وربما رآها البعض أسهل وسلكوها، وهي إضافة البطولات الودية وتصفيات المناطق وبطولات الفئات السنية، أما غير ذلك أعتقد أنه صعب المنال، ما يتحقق للهلال من بطولات حتى وإن كان في أسوا حالاته نتيجة ثقافة (الهلال أوجد لحصد الذهب).. هذه الثقافة زرعها مؤسس الكيان الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - رحمه الله -، وتشرَّبها كل من ينتمي للهلال جيل بعد جيل.. وليس أدل على ذلك من البطولة الحالية بطولة خادم الحرمين الملك سلمان الحزم والعزم التي حققها الهلال رغم ما تعرض له الهلال من ظروف قاهرة، لعل أهمها استقالة رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد ومجلس إدارته، وإقالة مدرب الفريق الروماني ريجي في وسط الموسم بعد خسارة نهائي كأس سمو ولي العهد، وكان الفريق الهلالي تعرض قبلها لمؤامرة سلبت منه كاس آسيا.. كل هذه العوامل لو تعرض لها فريقٌ غير الهلال، أكاد أجزم أنه سيُصارع من أجل النجاة من الهبوط.. لكن كبرياء وشموخ الهلال حضرت كما حضرت في ظروف مشابهة موسم 1416 عندما كلف أمين عام النادي فواز المسعد برئاسة النادي، خلفاً للرئيس المستقيل الأمير خالد بن محمد، واليوم يتكرر نفس المشهد ويُكلف نائب الرئيس محمد الحميداني برئاسة النادي ولمدة ثلاثة أشهر حقق فيها بطولة كأس خادم الحرمين، والتأهل لدور الثمانية من البطولة الآسيوية، والمحافظة على المركز الثالث في بطولة الدوري، وما حققه الحميداني في ثلاثة أشهر عجز عن تحقيقه كثيرٌ من رؤساء بعض الأندية.
محمد الحميداني أثبت أنه يملك قدرة إدارية وحكمة في القيادة، وهو امتدادٌ لكثير من القيادات التي تخرّجت من الهلال.. عموماً حتى والهلال يحقق المراكز الأفضل في الموسم الحالي بين الفرق المحلية إلا أن طموحات محبيه أكبر، وهو ما ينتظره عشاق النادي الملكي من الرئيس المرشح الأمير نواف بن سعد الذي ينتظره عملٌ كبير يليق بكبير آسيا.