سعد الدوسري
على الرغم من أنها أُنشئتْ عام 1425هـ، إلاَّ أن الغالبية لا يعرفون ما هي الإدارة العامة للحماية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية. وربما يعود السبب لضعف الآلة الإعلامية لمثل هذه الإدارات الخدمية المتخصصة، أو لعدم اهتمام الغالبية بمتابعة حقوقهم المكتسبة حسب النظام، وتحت المظلة الرسمية لمؤسسات الدولة.
لقد وفرت وزارة الشئون الاجتماعية خدمات منوعة للمتضررين والمتضررات من العنف الأسري، وهم الطفل دون سن الثامنة عشرة، والمرأة أياً كان عمرها، وكل شرائح الفئات المستضعفة. وأسست الوزارة لجاناً ووحداتٍ للحماية الاجتماعية في المناطق والمحافظات، وتعاقدت مع عدد من الجمعيات الخيرية لافتتاح أقسام للحماية الاجتماعية، بهدف التدخل السريع في حالات الإيذاء والتنسيق الفوري مع الجهات ذات العلاقة (الحكومية والأهلية) لخدمة ضحايا العنف الأسري، الذين يتصلون بالمركز الخاص بتلقي بلاغات الإيذاء على الهاتف المجاني 1919.
وللحقيقة، فإنني سألت شريحة من الناس المحيطين بي، مثقفين وإعلاميين وموظفين وأطباء ومعلمات وشباب وأطفال، فلم أجد منهم من يعرف هذا الرقم، بل إن معظمهم لم يسمع بخدمة الحماية الاجتماعية، وهو مما يصعّب مهمة الوزارة في نشر هذه الثقافة، والتي نحن في أمس الحاجة إليها، فليس ثمة طفل أو امرأة في مجتمعنا لم يتعرض لنوع ما من الإيذاء، ولو أن المعتدي والمعتدى عليه، مدركان لوجود وحدات حماية تعمل على مدار الساعة، لكان الأمر مختلفاً جداً، ولأمكننا تجاوز الكثير من الجروح الغائرة في نفوس معظمنا، بسبب اعتداءات لم يُبلغ عنها.