د. أحمد الفراج
أجدني مضطرا للحديث عن الانتهازيين، وأبين لهم شيئا لا يخفى عليهم، عن طبيعة العلاقة التي تربط الأسرة المالكة، وهي تقاليد عمرها ثلاثة قرون، وأهمها احترام الأصغر عمرا لمن يكبره، وكذلك احترام كل ملك يأتي لعهد سلفه، لأن سياسات المملكة يكمل بعضها بعضا، في سياق عمل مؤسساتي مدروس، وكل ملك يواصل سياسات سلفه، مع بعض الاختلافات في التفاصيل، والتي تحتمها تطورات الأحداث، ولا بد من الإشارة كذلك إلى العلاقة الوطيدة، التي تربط دوما بين الملك وولي عهده، وقد كنت شاهدا على العلاقة « المميزة « التي ربطت خادم الحرمين الشرفين، الملك عبدالله ابن عبدالعزيز، وولي عهده، الأمير سلطان ابن عبدالعزيز، يرحمهما الله، وذلك أثناء تشرفني بالعمل في السكرتارية الخاصة للأمير سلطان، وهي العلاقة التي كانت مثلا يحتذى، وأيقونة لمعنى الاحترام، والمحبة الصادقة، ومثل هذه العلاقة تجعل من المستحيل على أي انتهازي أن ينفذ من خلالها . هذا، ولكن شريحة انتهازية تطاولت مؤخرا على عهد الملك عبدالله، وهؤلاء الموتورون لا يدركون أن أكثر من يكدره ذلك هو خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله!!.
قبل أيام، ظهر أكاديمي في لقاء مع قناة عربية حزبية، تابعة لتنظيم الإخوان، وقد طرح نفسه كمحلل سياسيي، وقانوني، أيضا!!، وهو في هذا يسير على خطى المحامي المعروف، والذي لم يدرس مادة قانونية واحدة، ولكنه أصبح محاميا بالتزكية!!، وقد تجاوز هذا الضيف في حق عهد الملك الراحل، والمؤلم أن مذيع البرنامج، بخبثه ولؤمه، وهو خبث ليس بغريب على المتأسلمين، استطاع أن يستنطقه بما يسيء لبلده، فقد شكك هذا السعودي، صراحة، بالقرارات السياسية التي اتخذت في عهد الملك عبدالله بخصوص دولة مصر الشقيقة!!، مع أن اثنين من كبار قادة العهد السلماني الحالي زارا مصر!!، وأكدا على متانة وعمق العلاقات معها، وهما ولي العهد السابق، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، كما أن الجميع يعرف أن مصر هي أحد أهم حلفائنا في عاصمة الحزم!!، وعندما لاحظ المذيع اللئيم حماس ضيفه وحرصه على الإساءة للعهد السابق، أثاره بسؤال، فزأر الضيف قائلا: «إن الشعب السعودي يشعر، الآن، بالراحة مع كل قرار يتخذ، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق!!»، نعم يا خبير التربة، من فوضك لتدلس وتكذب بهذا الشكل المخزي؟!!.
لا يخفاك، يا عبقري، أن الشعب السعودي يحب عبدالله، كما يحب سلمان، وكما يحب كل الملوك قبلهما بدءاً بالملك المؤسس عبد العزيز ومن بعده سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، ولا يخفاك أن معظم الشعب السعودي يحب وطنه فقط، وينتصر له، وليس مثلك يناصر حزب أممي إسلاموي، يعلن العداء لهذه الدولة ولرموزها، فعلى من تضحك أيها المتذاكي ؟!!، وإذا كانت قرارات العهد السابق لم تجلب الرضا لك ولحزبك، فإن قرارات الملك عبدالله فيما مضى، وقرارات الملك سلمان الآن كلها تجلب الرضا للشعب السعودي، لأن هذا الشعب يعلم أن قرارات ملوك هذه البلاد تصب في صالحهم، وليسوا مثلك، يقيمون قرارات قادة هذه البلاد حسب خدمتها للتنظيم الحزبي المعادي لهذه البلاد!!، ويؤسفنا أن تكون معول هدم من خلال الظهور في قناة تلفزيونية مشبوهة، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إلى رص الصفوف خلف الملك سلمان، كما كنا دوما مع كل الملوك السابقين، ولئن كنت تسيء إلى عهد سابق، ظنا منك بأنك بهذا تتزلف، فاعلم، أيها المتذاكي، بأن الملك سلمان كان جزءا رئيسا من العهد السابق!!، فقد كان القوي الأمين، والعضد لأخيه الملك عبدالله، وشريكه في كل قرار سياسي تم اتخاذه، وبينهما من المحبة والمودة والتقدير ما يجعل سهامك وسهام غيرك من الموتورين ترتد عليهم، فهل ترعوي أيها الأحمق؟!!.