سعد السعود
واستوطن الليث خيمة الفشل و(تربّع) فيها.. فأصبح - هذه الأيام - لا يقدم لأهل داره سوى الرماد بعدما بخل حتى بفتات الزاد.. في حين أوقد في مرماه نار الكرم للضيوف لتُتخم الشباك في كل مباراة بما لذا وطاب من الأهداف للمنافسين.. وسط تصفيق أعداء الأمس لعمل الإدارة ونظرات الحسرة من المحبين.
سنة كبيسة لفريق كان نجمه دوماً عالياً في السماء.. وحال كئيبة تتكرر في كل جولة من اللاعبين ببرود وبلا حياء.. وصمت مطبق بلا ردة فعل من الإدارة وكأن الأوضاع تسر المحبين وتغيظ الأعداء.. كنّا نسمع برباعيات الخيام وما تقدمه من إبداع في الشعر.. فأضحينا نشاهد ثلاثيات الشباب وما تصيب به من ألم وقهر.. من ثلاثية نفط طهران إلى ثلاثية الرائد الذي يصارع للهرب من القاع.. سيناريو كتب ويا للمفارقة أيضاً في ثلاثة أيام ليحكي لنا رواية الضياع.
الشباب يصارع الموت يا سادة.. وهناك من يحدثنا عن محاربة الإدارة وهو يضع رأسه على الوسادة.. المرض يستشري بجسد الليث حتى غدا حبيس العيادة.. والدكتور ما زال يثق بعلاجه والحالة تتدهور بزيادة.. ليردد السواد الأعظم من محبي الشباب: ارحل ارحل عن العيادة ودع القيادة.. وقلة قليلة لا تكاد تُرى، بل يسمع ضجيج طبلها تتحدث عن أن تلك المطالبات الجماعية هي من أعداءه وحسّاده!
أي حسد ومحاربة ودونكم جرد الحسابات.. 14 مباراة أخيرة لم تحمل بالدوري سوى ثلاثة انتصارات.. التعاون طبب جراحه على أطلال الشباب وكذا الخليج ونجران وختمها الرائد ليحصدوا نقاط المباريات.. والفرق الكبيرة لم تدع الفرصة تمر ليأخذ النصر والأهلي والهلال من ذات البنك الذي يمنح الهبات.. ليزداد الطين بلة خارجياً فالمركز الأخير ونقطتان هي حصيلة ما لعب في آسيا من جولات.. أما كأس سمو ولي العهد فلا تثريب عليكم فقد تكرر الأمر من سنوات.
أي حسد ومحاربة ودونكم هذه الإحصاءات.. أتدرون أن الفريق كان - لولا لطف الله - سيصبح رهين الحسابات.. أتدري عزيزي القارئ أن الشباب بطل كأس الملك والسوبر قبل أشهر لم يجمع سوى 13 نقطة من أصل 42 نقطة في آخر 14 مباراة.. أتدري عزيزي القارئ أن هذا الرقم كان سيضعه بالمركز قبل الأخير ولا يفصله عن متذيل الترتيب حسابياً سوى نقطة واحدة لولا - بعد مشيئة الله - ما اقتنصه الفريق من نقاط أول 8 جولات.. وهناك - يا للسخرية - من ما زال يتهم أغلب المحبين بمحاربة الإدارة وكأنه ينتظر تكرار تجربة الهبوط في أواخر التسعينات الهجرية ليرى فداحة ما يحدث من أخطاء إدارية وفنية دونما مبالاة.
ارحل ارحل .. عذراً لم تعد تُقال - كما يروّج البعض - من مشوشرين أو منتفعين أو حتى غوغائيين فقط.. فالكل إلا ما ندر رددها علناً ومرئياً وبصوت عال بعد لقاء نفط.. الكل يكتبها وأمامكم حسابات التواصل الاجتماعي فالوضع محبط.. الكل يتمنى رحيل إدارة الأمير بعدما عانت أرض الانتصارات من القحط.. نعم قد تجهد لكن إصابة الهدف ليست بشرط.. ولذا فليس عيباً أن تترجل من السفينة قبل أن تغرق وهي لم تصل الشط.. فالوضع كارثي وقمة الشجاعة من القبطان أن يتخذ القرار الصحيح قبل أن يسقط.
الإحلال المزعوم
- يبشّر بالإحلال.. ثم يشرك عبده عطيف وعبد الملك الخيبري في النزال.. ألم أقل ذات مقال هذا ليس إحلالاً، بل إخلال.
- يبشّر بالإحلال.. فتتكرر أخطاء وليد ولا يمنح العويس أي فرصة.. لتجبر إصابة وليد - شفاه الله - على منح العويس الفرصة.
- يبشّر بالإحلال.. ثم يشرك عبد المجيد الرويلي مع الفريق الأولمبي.. بت أشك في فهمي.
- يبشّر بالإحلال.. ثم يشرك سعيد الدوسري بالظهير.. في حين أن حمد الجيزاني لاعب المنتخب الأولمبي الدكة هي المصير.
- يبشّر بالإحلال.. ثم يتجاهل البيشي وخيرالله والمولد.. ولا يشركهم إلا بدقائق قليلة لا تكاد تعد.
- يبشّر بالإحلال.. ثم لا يتجرأ على إشراك شاب ليخاطر بمشاركة معاذ بمباراة هامشية.. ليفقده بالآسيوية.
- يبشّر بالإحلال.. وكأن الإحلال الحل السحري لكل مظاهر الخراب.. في حين أن إحلال بلا استقطاب يعني باختصار خطوة للسراب.
- يبشّر بالإحلال.. ويضرب مثلاً بعودة الأهلي والنصر.. وكلنا يعلم أن الفريقين لم يقفا على قدميهما إلا بميزانية عالية السعر.. وليست صفراً.
خاتمة
«الأمل لا يأتي من فراغ.. ولا يولد من عدم».