جاسر عبد العزيز الجاسر
من كانت تملأ الدنيا ضجيجاً بقوتها العسكرية، وصواريخها التي ستصل إلى أمريكا، وتتجاوز أوروبا، فضلاً عن مواجهة إسرائيل، وتنشر مظلتها الصاروخية على جميع الدول العربية، تسعى اليوم إلى تشكيل تحالف عسكري مضاد مع تركيا وباكستان، ومن يسعى إلى هذا هو نظام ملالي طهران الذي ضخمت قوته العسكرية وسائل الإعلام الإيرانية والعميلة لإيران في العراق ولبنان وسوريا، بل حتى خارج الوطن العربي.
إيران التي ملأت الفضاء الإعلامي بوقتها العسكرية، ومناوراتها التي لا تنتهي واحدة حتى تبدأ الأخرى.. إيران التي يزعم عملاؤها في الدول العربية بأنها لا تُقهر تستنجد بتركيا وباكستان، وكان من الممكن أن يكون الطلب مقبولاً ومنطقياً لو أن إيران تتعرض لاعتداء، وأن أراضيها مهددة، ولكن أن تشكل حلفاً عسكرياً أو سياسياً عدوانياً، وتكوين تحالف لحماية العدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني جراء مساندتها لتمرد الحوثيين وفلول الرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح، واللذان تمردا على الشرعية المتمثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
الإيرانيون توجهوا إلى إسلام أباد وأقنعوا الباكستانيين بتعليق مشاركتهم في عاصفة الحزم، وهذا شأنهم، فهم وبالرغم من ترحيبنا بمشاركتهم لمعرفتنا بإيمانهم الإسلامي ومستواهم القتالي الرفيع إلا أن القوات المشاركة في عاصفة الحزم قادرة على دحر المتمردين الحوثيين وأنصار علي عبدالله صالح.
وهكذا، فتعليق المشاركة في عاصفة الحزم شيء، والانضمام إلى حلف عسكري عدائي لعاصفة الحزم وضد المملكة العربية السعودية شيء آخر، ويتعارض مع القسم الذي يقسمه كل عسكري باكستاني بدءاً من الجندي إلى أعلى جنرال، فالقسم الذي يؤديه العسكري الباكستاني يلزمه الدفاع عن الحرمين الشريفين، فكيف يقترح الإيرانيون على الباكستانيين الاعتداء على بلاد الحرمين الشريفين!!. كان المفروض من الباكستانيين أن يطردوا من اقترح عليهم الانضمام إلى حلف عدواني ضد المملكة العربية السعودية، حاضنة المقدسات الإسلامية، والداعمة لكل الدول الإسلامية، وليس كنظام إيران الذي ينشر الفتن ويدبر المؤامرات ضد الدول الإسلامية.
أيضاً تركيا إحدى القوى الإسلامية المعتبرة، كيف تقبل مجرد طرح مثل هذا الاقتراح!!.
تشكيل حلف عدواني عسكري ضد الدول المشاركة في عاصفة الحزم، معناه تشكيل حلف عسكري ضد الدول العربية، وقبل ذلك تشكيل حلف عدواني لدعم من تمردوا على الشرعية، وأن هذا الحلف العدواني الذي اقترحته إيران يتماهى مع عدائها لكل ما هو مسلم صحيح، ويعلي كلمة محرفي الدين الإسلامي.
أيضاً كان مفروضاً أن يغضب الأتراك والباكستانيون من مجرد عرض مثل هذا المقترح الذي يشق صفوف المسلمين كدأب نظام إيران، ويردوا عليه بدعم عاصفة الحزم وليس ممارسة الحياد، فالحياد موقف مرفوض في القضايا العادلة.