د. محمد عبدالله العوين
معالم المخطط الإيراني اللئيم ضد بلادنا والمنطقة العربية لم تعد خافية على من يتأمل ويسبر أغوار الجماعات التي أُنشئتْ ورُبيت وسلحت ووضعت لها المناهج، ولُقِّنت الأيدلوجيات وعُلِّمت كيف ترفع شعارات الجهاد والتكفير والردة؛ لتستجلب الأتباع من الجهلة والمغفلين والمحتقنين؛ لينفذوا أجندة «إيران»، وليتولى السنة أنفسهم ذبح «السنة» وتصفية «العرب» في بلاد «الإمبراطورية الفارسية» المأمولة وعاصمتها بغداد؛ كما زعم مستشار الرئاسة الإيرانية المدعو علي يونسي!
حينما فكرت «إيران» في تصفية الوجود العربي السني في العراق وسوريا، والاستعداد لغزو المنطقة العربية لم تجد وسيلة ناجعة لتحقيق أهدافها إلا هدم الوجود العربي الإسلامي من داخله؛ بأن يتولى «ذبحه» أبناؤه السنة العرب أو من يؤمن بالجهاد؛ فاستقر فكر المخطط الإيراني الأول وأذرعه «حزب الله، العراق، سوريا»، وبدعم استخباراتي من روسيا على تكوين وإنشاء تنظيم سني ينهض على أسس متطرفة غالية شديدة الغلو والتطرف، ووضعوا خطته الأيدلوجية ضمن ثلاثة مبادئ «الجهاد، التكفير، الردة»، ليتولى تصفية من يكون خطراً على وجود إيران أو عملائها بحجة وقوعه في أحد أمرين؛ إما الكفر أو الردة!
وهكذا تم تكوين تنظيم «داعش» من حيث المخطط والأهداف واختيار القيادات ببصيرة أمنية واعية لمن يمكن استقطابه من أتباع تنظيم القاعدة وأتباع قائده النافق «الزرقاوي»، فوقع الاختيار على عناصر بارزة من القاعدة والبعثيين السابقين التائبين وضباط الاستخبارات الشيعة العراقيين ذوي الأصول الإيرانية، وأطلق من السجون العراقية آلاف من سجناء القاعدة، وتم إجراء أقل من ذلك في السجون السورية، وتم تزويدهم بالأسلحة والانسحاب تكتيكياً من القرى والمراكز والقواعد العسكرية في العراق وسوريا؛ ليحل تنظيم «داعش» محل النظام العراقي أو السوري ويغنم البنوك والخزائن والأسلحة والمعدات والسيارات وكأنه انتصر بالفعل، كما حدث في الرقة بسوريا، ولاحقاً في «الموصل» بالعراق!
وطمع المخططون الإيرانيون إلى استجلاب مزيد من القتلة السنة المتطرفين لإيقاع مزيد من التدمير والذبح للعرب السنة أنفسهم؛ فأعلن تنظيم «داعش» تحوله إلى دولة «خلافة» ليستقطب آلافاً جدداً من الأتباع المغفلين.
وبالتزامن مع ذلك تم إمداد الجيش العراقي بطائرات روسية وإيرانية وبمعدات مختلفة وبمدربين أمريكيين، ومنعت الحكومة العراقية تسليح القبائل العربية السنية؛ بل تم نزع أسلحتهم منهم؛ ليبقوا في العراء خالين الأيدي إلا من العصي والعزيمة على الدفاع عن النفس والعرض أمام توحش الجيش والآلاف المؤلفة من «الحشد الشعبي» المكون من أشد الأحزاب الشيعية تطرفاً في العراق؛ كحزب الدعوة وعصائب الحق وغيرهما؛ وليتولى الحشد الشعبي مع الجيش لا قتال تنظيم «الدولة» بل قتال القبائل العربية السنية في كل المدن والقرى العراقية، والقيام بعملية تطهير عرقي شاملة، وحرق منازل العرب ونهب ممتلكاتهم ومنعهم من العودة إلى مدنهم وقراهم؛ لتفريغ العراق من سكانه القبائل العربية السنية الأصيلة وإحلال الشيعة المرتبطين بالنظام الحاكم في العراق أو ذوي الأصول الفارسية.
وهكذا تبادل الطرفان؛ الجيش والحشد الشعبي من جهة، وتنظيم «داعش» مهمة القضاء على العرب السنة ذبحاً بالآلاف؛ كما حدث في مأساة قاعدة «سبايكر» وغيرها، داعش تنسحب والجيش والحشد يضرب المدن ويدمرها ويذبح السكان بحجة دعمهم لداعش والتنظيم يخرج منسحباً هارباً من المدن والقرى، وهو الأمر نفسه في سوريا؛ فهي خطة محكمة مطبقة في البلدين التابعين لإيران، وإلا ماذا يمنع الطائرات العراقية أو السورية من دك الموصل والرقة دكاً وقتل أفراد التنظيم والقبض على زعاماته وخليفته المدعى؟! وما الذي يمنع الجيش العربي السوري الباسل من أن يحصد أرواح الدواعش في مخيم اليرموك، وهو يراهم أمامه رأي العين بعد أن استقدمهم لإخراج الفصائل المعارضة للنظام؟! إنه المخطط الفارسي الغربي القذر ضد الإسلام والعرب!