سعد الدوسري
بالأمس، نشرتُ على لسان عبدالهادي العصار، من محافظة الجوف باليمن، جزءا من تشخيص شباب اليمن لواقع حالهم اليوم، وكيف قام النظام السابق باستهداف أبناء المحافظات الريفية وغير الريفية عبر سياسة التهميش والإقصاء والتجهيل الممنهج، وتركهم فريسة للجهل والتخلف والفقر والحرمان، وعزلهم عن العالم المتحضر المتطور.
اليوم، يواصل عبدالهادي بالقول: إن الشباب في الداخل اليمني مبتلون بمجموعة من المافيا المتنفذين المتسلطين الذين استولوا على السلطة والثروة وعلى المساعدات الدولية والهبات والقروض، فاستغلوها وحولوها إلى جيوبهم وتجاراتهم الخاصة.
حتى الجمعيات الخيرية والمنظمات المدنية سيطروا عليها، وهمشوا الشباب وأقصوهم من السلطة والثروة، وحرموهم من جميع الحقوق حتى من التعليم والتدريس. نعم أولئك هم كبار مسؤولي الدولة والزعماء ومشايخ القبائل وقيادات الأحزاب السياسية في اليمن، فهم عبارة عن شبكات مافيا محترفة. وعلى الرغم من أن هناك اختلافات بينهم، إلا أنهم متفقون على المصالح في الخفاء. إنهم السبب في انحراف الشباب وراء الجريمة والمخدرات وانجرارهم خلف الجماعات المسلحة والأفكار المتطرفة والمتشددة. فكل ما يحصل اليوم من اضطرابات وأزمات وحروب وفتن في المنطقة سببه أولئك المافياويون. والمؤلم والمحزن في الوقت نفسه أننا لا زلنا نشاهد الشباب يتساقطون كل يوم في أحضان تلك الجماعات المتطرفة والمسلحة وشبكات المخدرات. وفي النهاية، لا يأبه أحد لهؤلاء الشباب، كأن الأمر لا يعني أحداً في اليمن، أو كأن أولئك المتنفذين والمافياويين لا يريدون للوضع أن يستقر، وأن يبقى مضطرباً ومتأزماً لتحقيق مصالح شخصية وتأمين مصادر ارتزاق لهم. وكل ذلك يتم بتنسيق مع الجماعات المسلحة، الحوثيين والقاعدة.