سعد السعود
لم يعد الحديث عن الفساد في الوسط الرياضي مقتصراً على الهمس في المجالس الخاصة.. ولا التلميح في المقالات والبرامج الرياضية.. بل تجاوز حتى ما حدث قبل أعوام من شكوك وظنون مسؤول لجنة.. ليسقط فريق من دوري دونما بينة.
الأمر بات علناً يُقال ووجهه يطل على الملأ بلا خجل.. والتصريحات تُطلق في الهواء بلا خوف أو وجل.. والتهم توزع مجاناً وبكميات كبيرة وبلا تحقيق عاجل أو حتى بعد أجل.. ولا أدري لماذا هذا الصمت المطبق لدى اتحاد كرة القدم عن كل تلك الاتهامات والقدح بالذمم؟!.
لن أبحر بالذاكرة لأعوام سابقة.. ولن أرهق القارئ باستدعاء حالات مضى عليها زمن.. لكني لم ولن أتجاوز ما قيل قبل شهور وقبل شهر وقبل أيَّام.. الكل صرخ من حكم ولاعب ورئيس.. الكل صرّح ومن مختلف العاملين في الرياضة حول المسكوت عنه منذ أعوام.. ولكن لا تحقيق أو مساءلة أو حتى معاقبة لمن أثار تلك الأمور.. وكأن على رؤوس اللجان الطير.
الحكم سامي النمري وقبل بدء الموسم الرياضي يدلي بتصريح خطير في صحيفة الرياضية بتاريخ 25/4/2014م.. بأن رئيس لجنة الحكام الاستاذ عمر المهنا وجّهه بعدم إنذار بعض اللاعبين لأن لديهم إنذارات وبالتالي سيغيبون لو أنذروا عن المباراة القوية التالية لفريقهم.. بل اتهم علانية رئيس اللجنة باستلام هدايا من أحد الحكام ليحصل ذاك الحكم على الشارة الدولية.. ماذا حدث أمام كل تلك الاتهامات؟ لا شيء.. مرت مرور الكرام وكأن ما ذكره النمري أمراً عادياً وليس خطباً جلل.
علاء مسرحي لاعب فريق الدرعية وبتاريخ 8/3/2015 م.. وعبر تصريح متلفز وبأكثر من قناة.. يتهم علانية رئيس القادسية الاستاذ معدي الهاجري بعرض رشوة عليه لتسهيل مهمة فريق القادسية في الفوز على الدرعية.. لترد القادسية عبر بيان رسمي يفنّد تلك الادعاءات بل ويذكر بعض التفاصيل ويستشهد ببعض أعضاء فريق النهضة ويشتكي رسمياً اللاعب.. ماذا حدث بعد كل تلك التفاصيل الخطيرة؟.. لا شيء.. بل المضحك أن اللاعب شارك في المباريات التالية.. ولا تسألني ماذا عمل اتحاد الكرة وكيف تحرك تجاه كل ذلك؟.. شهر مضى من الحادثة وبلا خبر.. ويبدو أننا نحتاج محققين من مجلس الأمن ليتدخلوا في الأمر.
أخيراً وليس آخراً.. الاستاذ إبراهيم البلوي رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد وعبر برنامج أكشن يا دوري يوم السبت الماضي يقولها علانية وبالثلاثة: عندنا فساد فساد فساد، وأحمل خسائرنا لعمر المهنا وأحمد عيد.. وبالطبع لن أرهق فكري باستنتاج ما قصده الاستاذ إبراهيم البلوي ليس لشيء سوى أن هذا الأمر سيتم تجاوزه كسابقاته ممن ذكرتهم وغيرهم.. لتتضخم كرة الثلج عن المسكوت عنه.. دون أن نجد جرأة لدى مسؤول ليحقق في كل ما قيل.. لعله يذيب الجليد بدلاً من الاختباء خلف المكاتب والتصاريح المعلبة للهرب من عاتق المسؤولية والتملص مما يقتضيه عمله من حماية لمنافساتنا الرياضة.
خاتمة القول، أعرض لكم هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء قبل شهرين.. لتعرفوا لماذا تفوقت اليابان علينا بعدما كانت خلفنا بسنين ضوئية.. حيث أعلن مسؤولو المنتخب هناك فك ارتباطهم بمدرب المنتخب خافيير أجيري بسبب أن اسمه ورد في تحقيق مفتوح بأسبانيا بشأن تلاعب بالنتائج يعود لعام 2010 م.. صورة مع التحية لاتحاد الكرة لدينا لعلهم يستيقظون من سباتهم أو يرحلون باستقالاتهم.. فقد مللنا وضع رؤوسهم في الرمل بلا خجل.
على السريع
- مهمة آسيوية جديدة هذا اليوم وغداً.. الفرق السعودية في موقع جيد في مجموعاتها.. عدا الليث الذي يعاني.. وهو أكثر من يحتاج وقفة جماهيرية هذا الأيام.. فهل يتزين الملز هذا المساء بجمهور الألماس؟
- نايف هزازي.. أصبح القائد الحقيقي لفريق الشباب وإن لم يكن على عضده شارة القيادة.. حماس وروح قتالية.. وتعاون مع زملائه مع عدم الاكتفاء بالتسجيل.. يحتاج الشباب لأن يوزّع روحه على بقية اللاعبين.
- أحمد الفريدي.. لم يكتف بالتسجيل بكل الطرق وبمختلف الأشكال وبشتى المهارات.. بل تجاوز ذلك ليسجل هدفاً في الوفاء.. فرغم أهمية اللقاء والتنافس على الصدارة لكنه لم يحتفل عندما سجل هدفيه احتراماً لمحبي فريقه السابق.
- عمر السومة.. اللاعب الأفضل هذا الموسم.. حضور مميز في كل المباريات.. ومصافحة لكل الشباك.. حسم بطولة وقاد فريقه لهزيمة المتصدر.. وعلاوة على كل ذلك يملك من الخلق أفضله.
- 11 إصابة في الرباط الصليبي هذا العام فقط.. رقم مهول لا يمكن المرور عليه بلا توقف.. هل هنالك مشكلة في التأهيل؟ أم نعاني من سوء البرامج الغذائية للاعبين؟ أم أن السر في أرضيات الملاعب؟.. أمر كهذا يجب البحث عن أسبابه بلا تأخير.