سعد السعود
يبدو أن القريبين من الإدارة الشبابية سواءً من مستشارين أو إداريين أو حتى إعلاميين لا ينقلون الصورة الحقيقة لموجة الاحتجاجات والمطالبات من أغلب الجماهير الشبابية.. ويكتفي هؤلاء القريبون - رغم كل هذا السخط - بعبارة : تمام يا ريّس!
ولذا فلم ولن تتقدم الإدارة خطوة واحدة للأمام وصوت تلك الطبول يصم آذانها عن سماع ما سواهم، حيث سطّح أولئك المتحلّقون حول الإدارة كل فشل.. وبالغوا بمديح أبسط ما قُدم من عمل.. حتى أضحى الطموح في الدوري هو منافسة الفيصلي على المركز الخامس بعدما كان الفريق يطاول القمم.. وأضحى تذيّل المجموعة الآسيوية أمراً لا يدعو للقلق ولا يبعث على الهم.. في حين أن الاحتجاج للخروج من كأس سمو ولي العهد أمام الخليج ليس مبرراً لأنه حدث سابقاً فلماذا نهتم؟!
وعليه ومع هكذا أجواء سوداوية إلا أن هنالك من كان يحاول أن يصور الحياة الشبابية بالوردية.. بل ويقمع في حسابات التواصل الاجتماعي أي مخالف لتوجهات الإدارة مهما كانت فائدة ما قيل.. ويعمل جاهداً على مصادرة أي رأي لا ينزوي في ركن التطبيل.. ومع مناخ كهذا.. فإن أكثر ما كانت تحتاجه الإدارة في الأيام الماضية (مشوشر) همام.. والمشوشر يا سادة لمن لا يعرفه فهو الوصف الذي تم اعتماده رسمياً بوصم كل من يقدم النصح ويضع يده على الجرح.. دونما اكتراث بردة فعل أحد.. وبحثاً عن مصلحة الكيان مهما كانت قوة النقد.. فهذا المشوشر كان سينتفض بوجه تكرار الأخطاء ويضع وصفة الدواء بدلاً من التصفيق لها والسكوت عن الداء.
المشوشر كان سيحذر من التفريط بروجيرو وعدم جلب من هو أفضل.. بدلاً من أن يكون عضواً في لجنة يغرد عن عدم علمه بإلغاء عقد البرازيلي إلا في تويتر ومع هذا يفضل البقاء في منصبه.. وهذا المشوشر كان سيعارض بيع الستة الأشهر المتبقية من عقد عبد الله الشهيل لإدراكه أنه لا يوجد بديل في المركز بعد إعارة القميزي سوى إقحام الدوسري سعيد.. بدلاً من أن يصمت ذاك العضو في اللجنة عن هذا التفريط وهو من كان يشيد بشهيل قبل يناير ويطالب بضمه للمنتخب.. وهذا المشوشر كان سينبه لخطورة إشراك حسن معاذ في لقاء لا يقدّم أو يؤخّر في الدوري ليفقده الفريق في آسيا.. وهذا المشوشر كان سيقدم نصيحة بدائية يدركها أصغر مشجع بتأجيل حجامة نايف هزازي وهو الوحيد الذي يمكن أن يحمل الفريق للانتصار بآسيا عوضاً عن سقوط اللاعب في الملعب مع أول اشتراك.. ولن أرهق قلمي أكثر بتعداد الأخطاء من تغيير مدربين ولاعبين أجانب وحتى إداريين.. فالأعمى يدرك حجم ما تجرعه الليث من علقم ومر.. ونتائجه الكارثية على الفريق أفضح من أن تستر.. ومع هذا بقي الكل في منصبه بل كلفوا بلجان تعمل للموسم القادم وكأنه لا يوجد سوى تلك الكوادر التي فشلت فشلاً ذريعاً وجعلت الليث حملاً وديعاً.... وكأني بلسان حال المشجع الشبابي وهو يشاهد ما تم من فشل.. وما يقدم من وعود لتلافيه الموسم القادم باستخدام ذات الأدوات التي لا تحسن العمل.. يردد: والمستجير بعمرو عند كربته.. كالمستجير من الرمضاء بالنار!
انتهى الكلام وانقضت الحجج وتقطعت الأسباب.. فوليد عبد الله أصبح مصاباً.. والمدرب الشماعة لأخطاء الإدارة أستبدل بدل الواحد أربعة وما زالت حالة الفريق تدعو للاكتئاب.. والإداريون الذين كانوا المشجب بغياب الرعاية وعدم الدعم أو حتى التواجد رحلوا ولم نر لا شركة ألمانية ولا حتى شركة سكراب.. واللجان المسكنات أصبحت لا تنطلي على ذوي الألباب.. الشباب - للأسف - أصبح مع هذه الإدارة وبأخطائها المتكررة محطة لسقيا منافسيه بالنقاط في حين أضحى لمشجعيه وجبة إحباط كاملة الهم وتحولت هيبته لمجرد سراب.
أخيراً، لكل بداية نهاية.. ولكل أخطاء تصحيح أو استقالة.. وبعدما تحول النجاح مع هذه الإدارة للاستحالة.. أمسى رحيلها لدى أغلب الليوث هو غاية المنى بعد أن تجرع المشجع الشبابي الأسى.. حيث عبّر المدرج صراحة عن رغبته بمغادرتها علناً وهو يردد مساء الثلاثاء.. لفظة: ارحل ارحل.. فقد ملّ المحب هذا العناء.. وسئم العاشق من هذا العبث الذي حول الليث لأشلاء.. فهل تحقق الإدارة رغبة الجمهور بمغادرتها؟ خصوصاً والأمير أعلن مع بتال القوس احترامه لرغبة الشبابيين متى طالبوه بالاستقالة واستعداده لتقديمها في الحال.
آخر النزف
ألا ليت الشباب يعود يوماً.....!