جاسر عبد العزيز الجاسر
ليس مستغرباً أن يغتصب الملا حسن نصر الله التلفزيون اللبناني الرسمي، ويفرض عليه مقابلة تلفزيونية مباشرة أجراها التلفزيون السوري عبر قناة الإخبارية، وخصصه للإساءة إلى دول الخليج العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، فحسن نصر الله اغتصب لبنان بأسره، وعطَّل الرئاسة، وشلَّ عمل الوزارات والإدارات الحكومية وأخّر تعيين القيادات العسكرية والأمنية، باختصار لا دولة في لبنان، وكل ما يجري في هذا البلد العربي يُرسم في طهران، ويُبلَّغ إلى الملا حسن نصر الله، مندوب ملالي طهران لتنفيذه وفرضه على اللبنانيين.
اللبنانيون جميعاً استمعوا إلى أكاذيب نصر الله، وقبله تخصصت صحيفة حزب إيران الذي يرأسه حسن نصر الله «صحيفة الأخبار» في توجيه الشتائم ونشر الأكاذيب عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية، ومع هذا تركناهم يعبثون فساداً، بل نساعدهم ونقدم لهم دعماً يفوق ما تقدمه الدول لشعوبها، حتى أقساط المدارس وعقود التسلُّح وتنفيذ المشاريع التنموية ووضع الودائع في بنكهم المركزي للحفاظ على اقتصادهم، ومع كل هذا نُواجه بالإساءات والشتائم، ليس من نصر الله وصحف ومحطات حزبه الذي هو حزب فارسي بكل معنى الكلمة، بل ينضم إلى هؤلاء المارقين وزراء ومسؤولون، وعندما نواجههم بالحقائق وبالعتاب، يتبرع وزير ويقدم اعتذاراً شفوياً لا يعلن في محيطهم.
هكذا هم، استمرؤوا الإساءة والتّجني، ونحن سايرناهم بعدم اتخاذ رد فعل يُوازي إساءاتهم على الأقل.
شتْم حسن نصر الله وأكاذيبه على المملكة العربية السعودية ودول الخليج والتّعمد ببثه من التلفزيون الرسمي، يجب أن لا يمر مرور الكرام، وأن لا نكتفي باعتذار شفوي من وزير الإعلام، فالجريمة المرتكبة من الملا حسن نصر الله، والمشاركة الرسمية من قِبل التلفزيون الرسمي أكبر من اعتذار شفوي لا يتعدى اتصالاً هاتفياً، فالشتْم والإساءة موجه لشعب المملكة العربية السعودية، وأهالي دول الخليج العربية الذين يحتضنون بين ظهرانيهم مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يجدون المأوى والعمل والرواتب الضخمة، وبعضهم من المحسوبين على حزب حسن نصر الله والعناصر المعادية للسعودية وأهل الخليج العربي، وهؤلاء يجب أن يدفعوا ثمن عدائهم، وعداء حسن نصر الله للعرب، وعليه أن يتم تفعيل إجراءات ومراجعة أعوان حسن نصر الله والخلايا النائمة لإيران، وإبعادهم من أراضي المملكة ودول الخليج العربية، كما يُفترض أن يتم اتخاذ مواقف حازمة تجاه الحكومة اللبنانية التي عليها أن تحترم تعهداتها، وأن تُعامل الدول العربية بنفس الاحترام الذي تُبادله إياها، وإذا أصبحت غير قادرة على ذلك، فعلينا على الأقل أن نعاملها بمثل ما نُعامل في بلدها، وأن نسحب ودائعنا في البنك المركزي اللبناني، وأن يجارينا أشقاؤنا دول الخليج العربية التي نالها ما نالها من إساءات، كما يجب أن توقف التأشيرات الممنوحة إلى اللبنانيين في هذا الوقت، حتى لا يتسرب عملاء إيران إلى أرضنا، فيزيدوا على عدد جواسيس عملاء ملالي إيران.