من المضحك ان من يناقش الفساد ويدعي انه يحاربه هو في تصرفاته ولغته وتعاملاته يمارسه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فنسمع على سبيل المثال من يتصدر البرامج والمنتديات ليتحدث عن آفة الواسطة والمحسوبيات والفساد المالي وغيرها، وهذه كلها لاشك جرائم بحق الدين والوطن والمواطن لكن هذا المتحدث لا يتوانى عن توزيع الاتهامات بلا دليل، ويشتم بلا حقائق ولا وقائع، يفسد ثقافة وفكر وعقلية الناس ويقحمهم بضجيجه وغوغائيته في اجواء احتقان وتأزيم تنعكس اثارها السلبية السيئة على سلوكياتهم داخل مجتمعاتهم..
انتشر الفساد وتعدده وتنوعه لانه تحول الى ثقافة سائدة وبالتالي تدخل في صميم الادارة والتصرف الشخصي اللاإرادي، فنجد ان من يتكلم عن الغش التجاري هو نفسه يدمر البيئة بمخلفاته داخل المدينة وفي منتزهاتها، ومن يندد بالواسطة هو من يبحث عنها في سائر الادارات والمعاملات الشخصية، ومن يهاجم المتلاعبين بالانظمة في تجارتهم وجلب اموالهم هو من يتغيب ويتهاون ويهمل في اداء عمله وفي تعامله مع المراجعين، ومن يلوم رجل المرور هو من يتجاوز السرعة ويقطع الاشارة.
اخيراً يقول المناضل (مهاتما غاندي) : كن انت التغيير الذي تريد ان تراه في العالم..
نقاد حسب المزاج!
نعم للنقد الاعلامي، ومن المفترض ان لا أحد فوق النقد ، وهو في تقديري اعلى درجات الرقابة والتصحيح والتقويم في سائر هموم وشئون الحياة ولو لم يكن كذلك لما سمي بـ(السلطة الرابعة)، لكنه قد يتحول الى العكس ويصبح خطره وضرره اكبر حينما يكون انتقائياً ويعتمد على اهواء ومغالطات لاهداف غير نزيهة وبعيدة عن المهنية والامانة الاعلامية فيتعامل مع الاحداث على طريقة (عين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا)..
في موضوع ناصر الشمراني الأخير لا يليق بأي اعلامي ان يبرئ ساحة اللاعب مثلما لا يجوز من اخر ان يضع اللوم كله على ناصر، وان المشجع لم يرتكب حماقة التهور والايذاء وسوء السلوك، وفرق بين من يطلب من الشمراني اللاعب الافضل اسيويا والممثل للوطن ان يترفع ويرتقي بنفسه ونجوميته عن مثل هذه التصرفات التي تشوه تاريخه والقابه، وبين اعلامي يصفه باللاعب الوقح قليل الادب، وفي نفس الوقت يصنع من المشجع بطلا خارقا ونجما شهيرا..!
لا يمكن للمتلقي ان يحترم ويثق باعلامي او ببرامج رياضية تفرغت لايام عديدة ومازالت لتصبح فجأة جريئة وصريحة وحريصة على الاخلاق والسلوك الرياضي السليم لانها تتحدث عن الشمراني الهلالي في حين ظلت مسالمة صامتة بل ومدافعة غير مرة عن تجاوزات لاعبين اخرين لمجرد انهم يلعبون في فرقهم المفضلة، ماقيل وتردد ضد ناصر ليس نقدا بمفهومه المهني والاخلاقي والتوعوي وانما يكشف بطريقة او بأخرى حقيقة واقعنا الاعلامي، وان الامر لم يعد يقتصر على اشكالية اطروحات التعصب لهذا الفريق او ذاك وانما تعداه الى ما هو أسوأ، واعني بذلك تكريس المغالطات وقلب الحقائق وبث الاكاذيب باتجاه طرف والتغاضي وربما تحسين صورة الطرف الاخر.
مستقبل الطائي واجتماع العاصمة
يعقد اعضاء شرف الطائي في الرياض اليوم الاثنين اجتماعا تاريخيا مهما سيكون له التأثير البالغ في مسيرة النادي وفي صياغة حاضره وبناء مستقبله، نظرا لما يمثله في توقيته ومضامينه وبما يضمه من شخصيات اجتماعية مرموقة ومعروفة وباذلة وداعمة لكل ماهو ضروري للارتقاء بعطاء الشباب ومجال الرياضة والمجتمع والانسان الحائلي والسعودي بوجه عام.
اجتماع اليوم اثق بعد توفيق الله انه سيثمر عن نتائج ستصب في مصلحة الطائي وسيكون له بإذن الله دور في دعمه ماديا ومعنويا في هذه المرحلة الصعبة، اضافة الى اهميته في الاسهام في تأسيس اسلوب مختلف وآلية جديدة ومتطورة لمعنى عضوية الشرف بحكم نوعية وخبرة وحماس ومكانة المجتمعين وبما يتمتعون به من علم ومعرفة ونجاحات في ادارة اعمالهم ورقي تعاملهم وتفانيهم ووفائهم لكل ماهو مفيد للطائي وللرياضة الحائلية.
الطائي الذي كان في يوم من الايام من العلامات الفارقة للكرة السعودية ومن المساهمين في اثراء منجزاتها بحاجة ماسة لهكذا اجتماعات تمنحه الثقة وتزرع في نفوس ادارته ولاعبيه وجماهيره الاطمئنان لبذل المزيد من الجهد والحرص على تحقيق نتائج تليق بتاريخ ومكانة وشعبية الطائي، وتثمن لاعضاء الشرف اهتمامهم ودعمهم ومواقفهم، فشكرا للمجتمعين وللقائمين على تحضيره واعداده ، مع دعواتنا للطائي ولشقيقه الجبلين وكل اندية ورياضة حائل بالتوفيق والوصول بها الى مستوى امال وطموحات الجماهير المتعطشة لعودة سنوات العز والتألق والتفوق..