أخيراً، قرر اتحاد الكرة الاستغناء عن المدرب المثير للجدل الإسباني لوبيز كارو. وبغض النظر عن خطأ أو صواب اتخاذ القرار؛ كونه أصبح من الماضي، إلا أن الأهم بالنسبة لنا يكمن في طريقة اختيار المدرب البديل، وكيفية التعامل معه وحمايته من ضجيج الإعلاميين والمحللين الفارغين؛ حتى لا نكرر، أو على الأقل نخفف من هوس التغيير المستمر الذي جعلنا أضحوكة أمام العالم..
حتى نعالج مشكلتنا الأزلية مع المدربين لا بد أن نعترف بأن هنالك أصوات نشاز، لا يهمهم نجاح المدرب، ولا مصلحة المنتخب، بقدر اهتمامهم وانشغالهم بكل ما له علاقة بالهلال. لا يناقشون أخطاء المدرب الفنية وطريقة أدائه، وإنما لماذا الكابتن هلالي؟ ولماذا اختير هذا اللاعب؟ وكيف تم تنسيق وإراحة اللاعب الفلاني؟ والهلال له نفوذ في اتحاد الكرة، وهو من يقرر تشكيلة المنتخب.. لكن هذه اللغة تنقلب إلى العكس تماماً حينما يكون الهلال بحاجة ماسة لنجومه الدوليين، فيطالبون بضم أكبر عدد من لاعبي الهلال من أجل أن يتأثر بغيابهم؛ ويخسر بطولات خارجية، كان هو الأجدر بها لولا غياب لاعبيه الدوليين..
خذوها مني: لن ينجح المدرب القادم مهما ذاع صيته وبلغت شهرته إلا بعد أن تتوافر له بيئة العمل الصحية، والكوادر الإدارية القوية التي تمنحه الثقة الكاملة، وتساعده على أداء مهمته بهدوء وارتياح وقدرة على التخطيط والتفكير بعيداً عن القرارات العاطفية الانفعالية وإرجاف الإعلاميين المشجعين المحبطين، وهذا - في تقديري - مطلب مستحيل تحقيقه في ظل الضعف الفاضح لاتحاد الكرة..
المذيع والمسؤولية!
تسمع أثناء البرامج الحوارية التلفزيونية والإذاعية من بعض الضيوف معلومات مغلوطة واتهامات خطيرة بلا أدلة مؤكدة وموثقة، تمس مشاعر وكرامة ناس أبرياء، وفيها تطاول وتجنٍّ على مؤسسات واتحادات ولجان وأندية دون وجه حق، ومع هذا نجد أن المذيع يمررها، ولا يتوقف عندها، ولا يطلب من قائلها إثباتها أو التراجع عنها، فإما أنه يؤيدها، أو لأنه لا يدرك تأثيرها وخطورتها، وفي الحالتين ارتكب خطأ مهنياً فادحاً؛ جعل منه شريكاً وداعماً ومروجاً لمثل هذه التجاوزات..
شخصياً، أرى أن المذيعين في هذه البرامج هم من يتحمل الجزء الأكبر من احتقان وتأزيم الوسط الرياضي بتبني هذه الأطروحات المتعصبة، والسماح لها بالظهور والانتشار، والتسليم بها وكأنها الحقيقة الدامغة، في الوقت الذي يفترض أن يقوموا فيه بدورهم المهني، ويتصدوا لكل من يحاول أن يمارس تعصبه وعبثه، ويصفي حساباته، ويتلاعب بعقول البشر.. كما أنه من واجبهم إيضاح الأمور بشكلها الصحيح تبياناً للحق والحقيقة، واحتراماً لعقلية المتلقي..
في الأسبوع الماضي تحدث أحدهم عبر برنامج الصحافة في القناة الرياضية السعودية عن أن هنالك صفقة تمت بين د. عبد الرزاق أبو داود والمدرب لوبيز، ذهب ضحيتها المنتخب السعودي. ورغم خطورة هذه المعلومة إلا أنها مرت على المذيع والضيف الآخر مرور الكرام، دون أي تعليق أو مطالبته بتأكيدها وإثبات صحتها. وقس على هذا الكثير مما يتم تداوله في البرامج، والاقتناع به، والتفاعل معه من قِبل الجماهير. وقد أصبح أمراً واقعاً بعد التصديق عليه من مذيعين تحولوا إلى مجرد إمعات، لا موقف ولا ردة فعل لهم..
يشدني ويعجبني في هذا الشأن مدير ومذيع إذاعة ufm الزميل محمد الخميس، الذي لا يسمح لأي ضيف بالتذاكي والتجاوز وتمرير أية معلومات مغلوطة ضد أطراف غائبة وأخرى غير قادرة على الرد، فيتولى مسؤولياته وواجباته المهنية التي دائماً ما تصحح الأخطاء، وتفضح الافتراءات؛ وبالتالي يكسب وتكسب الإذاعة بموجبها احترام وإعجاب الجماهير..
من الآخر
- أحرج الأستاذ أحمد عيد نفسه بقبوله أن يتولى وحده مهمة ومسؤولية البحث عن المدرب الجديد للمنتخب..
- صرح المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي عدنان المعيبد بعد انتهاء اجتماع الاتحاد مساء يوم الجمعة الماضي بأن إعلان اسم المدرب الجديد سيتم خلال 72 ساعة، أي اليوم الاثنين. والسؤال: كيف يتخذ مثل هذا القرار المصيري في غضون ثلاثة أيام؟ وإذا كانت العملية فقط مجرد اختيار اسم من بين أسماء عدة فكيف يكلف أحمد عيد بالبحث عنه؟
- سلامات للمهاجم القناص والنجم التاريخي الخلوق ياسر القحطاني. دعواتنا له بالشفاء العاجل، وهنيئاً له بهذا الحب الكبير من شرائح المجتمع كافة ومختلف انتماءات الجماهير السعودية..
- حين يؤكد رئيس الفيصلي أن حسين عبدالغني بصق على دكة احتياط فريقه مرتين أثناء المباراة، وأن الموضوع لا يستدعي التضخيم، فهو في هذه الحالة: إما أنه ذكي غير عادي، وأراد إثبات تصرف حسين المشين، وفي الوقت نفسه إرضاء النصراويين، أو أنه متساهل جداً حد الضعف حتى لو كان موقفه هذا على حساب كرامة فريقه..!
- بالمناسبة.. على لجنة الانضباط ألا تقف متفرجة إزاء الحادثة المقززة والمهينة للآداب العامة والروح الرياضية، وكذلك منافساتنا الكروية.. عليها معاقبة مسؤولي الفيصلي بسبب تصريحاتهم واتهاماتهم الباطلة لعبدالغني إذا ثبت أنه بريء، أو أن تعاقب حسين في حالة صحة تصريحات رئيس وإداري الفيصلي..
- مسألة الصلح والتسامح تكون في القضايا الخاصة البعيدة عن الملاعب وعن صميم المنافسات الرياضية..
- كان موقف الأمير فيصل بن تركي في هذا الجانب واضحاً ومتميزاً بقوله إنه سيدافع بكل قوة عن حسين وعن أي لاعب نصراوي يتعرض لهذه الاتهامات المغرضة.