القدس - رندة أحمد - بلال أبو دقة - الجزيرة:
أظهرت إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية الإسرائيلية أن عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع في عام 2014 ليصل إلى 389 ألفاً و285 مستوطناً، بزيادة قدرها 4% مقارنة بعام 2013م إضافة إلى 200 ألف إسرائيلي يعيشون في عشرة أحياء استيطانية في القدس الشرقية منذ عام 1967م.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه حركة «السلام الآن» اليسارية الإسرائيلية أن وزارة الداخلية الإسرائيلية حوَّلت إلى المستوطنات في أراضي الدولة الفلسطينية خلال العام 2014 هبات موازنة تضاعف بحجمها 3.5 أضعاف ما تم تحويله إلى التجمعات السكنية داخل إسرائيل.. وجاء في تقرير أصدرته الحركة صباح أمس الأحد أن الوزارة حوَّلت أيضًا هبات حصرية أخرى للمستوطنات الإسرائيلية بملايين الشواقل.
وكثفت حكومة الاحتلال من عطاءاتها وأنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس خلال عام 2014، حيث أقرّت بناء 26837 وحدة استيطانية، بحسب دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية.
وتُعد مستوطنتا «موديعين، عيليت»، غرب مدينة رام الله التي تضم نحو 65 ألف مستوطن و»بيتار عيليت» التي تقع جنوب مدينة القدس المحتلة وتضم نحو 50 ألف مستوطن الأكثر كثافة سكانية مع سكان من اليهود المتشددين. تأتي بعدها مستوطنة «معاليه ادوميم» شرق مدينة القدس المحتلة في المركز الثالث التي تضم نحو 40 ألف مستوطن متطرف.
وكان نحو 375 ألف مستوطن متطرف يعيشون في بداية عام 2014 في المناطق المصنفة «ج» في الضفة الغربية. وتشكل هذه المناطق حوالي ستين بالمئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيل التامة، وهي المناطق التي توجد فيها غالبية المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية.
وهذا يمثّل زيادة قدرها 4.2% مقارنة بعام 2013.. ويعيش نحو 300 ألف فلسطيني في منطقة «ج» بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).
ويعتبر الاستيطان الإسرائيلي وخصوصاً في القدس الشرقية العقبة الرئيسية أمام عملية السلام.. ولم تتضمن هذه الإحصاءات الإسرائيلية 200 ألف إسرائيلي يعيشون في عشرة أحياء استيطانية في القدس الشرقية منذ عام 1967م.
وأكَّد كبير المفاوضين الفلسطينيين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عُريقات، أن قضية الاستيطان الإسرائيلي هي القضية الأولى التي ستحملها فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية، قائلاً: «إن أي جريمة حرب إسرائيلية لن تسقط بالتقادم «.. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عُريقات قوله رداً على الانتقادات الإسرائيلية والأمريكية على توقيع انضمام فلسطين لـ18وثيقة دولية :» إن على من يخشى من محكمة الجنايات الدولية أن يكف عن ارتكاب الجرائم».. وشدَّد عُريقات على أن مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى يفرض عليها أن ترتقي بمسؤوليتها وأن تكف عن معاملة إسرائيل بوصفها دولة فوق القانون.
وسَلَّمَ رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة مساء أمس الأول الجمعة، وثيقة انضمام دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية.. وأوضح منصور خلال كلمة له أمام مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن فلسطين لجأت إلى المحكمة الدولية الجنائية بعدما تعسرت مقاضاة إسرائيل، متمنياً أن» تتمكن المحكمة الدولية من التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين الأبرياء نيابة عنا».. وأفاد المندوب أن فلسطين انضمت للمحكمة الجنائية كخيار سلمي لملاحقة «المجرمين» الإسرائيليين قضائياً، مذكراً بطرح فلسطين كل الملفات التي تتعلّق بجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين.
وكان الرئيس الفلسطيني، قد وقَّعَ نهاية الأسبوع الماضي على وثيقة للانضمام إلى 18 منظمة ومعاهدة واتفاقية دولية، أبرزها محكمة الجنايات الدولية وذلك بعد ساعات على فشل مجلس الأمن الدولي، بإقرار مشروع القرار الفلسطيني - العربي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفق جدول زمني محدد بحلول عام 2017 .