ليست (مكتبة الملك فهد الوطنية) مركزاً ثقافياً يرتاده طلاب المعرفة فينهلون فيه من صنوف المعارف، ويردون من منابع الثقافة ما هم بحاجة إليه، ويجدون في هذا المركز من العناية والرعاية، وتوفير كل ما يطلبون وما يبتغون فحسب، بل إن هذه المكتبة لم تقف عند هذا الحد، فقد أصبحت أداةً قويةً من أدوات نشر المعرفة بأوسع مجالاتها بما تختار نشره من مؤلفات لا يتسع
...>>>...
كان (زياد).. السائق الذي تفضلت (سكرتارية المندوبية السعودية الدائمة لدى اليونسكو) بوضعه مشكورة في خدمة تنقلاتنا في (باريس) شاباً تونسياً من مواليد فرنسا يحمل جنسيتها بحكم (الولادة).. كما يحمل لها حباً وولاء لا حدود لهما.. لم ينسه أصوله وعروبته، شأنه في ذلك شأن أمثاله من أبناء مئات الآلاف من المغاربة الأول الذين هاجروا تباعاً إلى فرنسا.. واستوطنوها وعملوا فيها وأقاموا حياتهم العامة والخاصة
...>>>...
حينما يكون المعلم شاعراً يمكن له أن يتخيل الطابور سطور كتاب أو قصيدة، والتلاميذ كلمات غضة تتراص لتنشد أغنية الصباح أغنية جديدة كل يوم. يمكنه أن يحلم بأنه يدفع عن طابوره الفتي عنف التهديد والتقريع. الشاعر عبد الله السفر يحتفي بالطفولة والشعر معاً في ديوانه (يفتح النافذة ويرحل)، وخاصة في مجموعة نصوص تندرج تحت عنوان رئيس هو (المعلم) يكتب فيها مشاهد مؤثرة شعرياً وإنسانياً تصور علاقة المعلم بتلاميذه
...>>>...
لا يدري المرء كيف تجري به السنوات وبهذه العجالة المفرطة، أقول هذا بعد أن قرأت عدداً من المقالات في الصحافة اللبنانية عن الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الروائي اللبناني الرائد يوسف حبشي الأشقر.
لقد التقيت به للمرة الأخيرة في بغداد قبيل مغادرتي لها باتجاه تونس التي مرت عليها 18 سنة، هكذا الزمن، يجري بنا، ونجري به، ولكن لا أحد يسأل: إلى أين؟
قرأت لهذا الروائي الفذ روايته (أربع أفراس حمر) في
...>>>...
هنالك جانبٌ خفيٌّ أو أكثر، من الجدار الذي يَحُوْلُ بيننا وبين رؤيةِ الأشياء: الجزءُ السفليّ على الأقلّ، هذا إن كان الجدارُ واقفاً على سطحِ الأرض، والخلفيُّ إذا كنّا ننظرُ إليه من الأمام، والأماميُّ إذا كنّا ننظر إليه من الخلف، والعلويُّ إذا كان الجدارُ أطولَ منّا... الخ.
ولو فكّرنا قليلاً؛ فإننا سندرك بقليل من الجهد أنّ للإعلام الدَّورَ الأعظم فيما يظهر، وما يظلّ
...>>>...
أشرتُ في المساق السابق إلى أنه في ثقافة كثقافتنا الشعبيّة تدخل المرأة عنصراً مستغلاًّ للترويج لتلك الثقافة البدائية الكسولة المستهلكة، الغارقة في ظُلماتها، ولا ننسى أن المرأة كانت فتاة المقدمة الغزلية قديماً، لترويج القصيدة.
وفي واقعنا المعاصر نستغل- نحن العرب - التقنية الحديثة التي أمدّنا بها الغرب لنمدّ بها تخلّفنا التاريخيّ زماناً ومكانًا. ها هي قناة فضائيّة تُجلس المشعوذ مع حسناء،
...>>>...
شاع استعمال (المستدامة) كما في (مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة)، وفي موسوعة وكيبيديا (التنمية المستدامة )
Sustainable Development هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها. ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك
...>>>...
لم نكن نعلم أنّ نوبات الغضب والتوتّر التي تصيب أبي في بعض الشتاءات، يعود سببها إلى السجّاد، ففي الشتاءات التي لا نفرش فيها المنزل بالسجادات الكاشانيّة التي ورثها والدي عن جدّي، الذي اشتراها، رحمه الله، في النصف الثاني من القرن الثامن، يقلق والدي، ويجافيه النوم.
لم يكن يثنينا عن مدّ هذه السجادات سوى حجمها الكبير، فهي سجادات اثنتا عشريّة وأربع عشريّة، وهي جميلة جداً، ألوانها تزداد توهّجاً
...>>>...
أشار: رأى الرأي يراه.. وأشار نصح وأدى وأشار بذل وطرح ما يراه نافعاً لدين ودنيا من رغب إليه ذلك، وأشار يُشير لفت النظر إلى ما أمامه وهو بمعنى أعلم وأخبر، أشار إلى فلان، وفلان يُشير إلى: فلان.
وشارة دون همزة: (علامة) وبالكسر هي كذلك (إشارة) ويأتي بابها، والجمع: شارات وإشارات ودخلهما التوليد اللفظي ولفظ (ما خاب من استشار) ليس حديثاً لكنها حكمة مستقيمة وذلك أنك تجمع إلى عقلك عقولاً أُخرى،
...>>>...
كان المنهج الاستشراقي تقليدياً مباشراً في بداياته، ولم تكن جهوده تتعدى حوض البحر الأبيض المتوسط والهند، وبلاد الشرق، عند أصحاب العقائد المتوارثة، وكان رواده من الرحالة ينشرون دعوتهم بطرق بدائية، قبل أن تظهر مدرسة باريس صاحبة الاتجاه العلمي1795، بريادة (سلفستر دي ساسي)، الذي حصل على لقب (عميد المستشرقين)، وتولى إدارتها في عام 1833، ومنها تحول الاستشرق إلى الناحية العلمية، واهتم بحياة الأقليات من
...>>>...
عاد مطيع من باريس جملاً يخبط خبط عشواء! وفي مدينة تتدثر بالحب والشذا والمواعيد لا يدخل في نفسه سوى الحجر! ولكن مطيع قصيدة عذرية تشيأت من دم الشمس وصهيل الجياد وخديجة تقف بثقة كرمح مدججة بالأسئلة الحادة عن ولدها الذي سرقته الأيام إلى مدن الثلج! وعما قليل تطمئن وتتفرغ تمسك باريس من شعرها الأشقر وقميصها الداخلي وتحوس بها الأرض وأخيراً تسأل:
يسألونك عن العبد قل الإنسان وقد صار شيئاً. أداة خاضعاً لغاية وضيعة تحدد سلوكه، العبد حيوان غير ناطق، لأنه لا يفكر. العبد: الإنسان وقد فقد ذاته كغاية في حد ذاتها. العبد كائن غريزي لا وجود للآخر في حياته.
حين يتسيّد العالم على الإنسان يغدو الإنسان عبد الخارج عنه. فمن يلهث وراء مال ويخشى على ماله ويبخل في ماله، عبد للمال.
من يظل عمره باحثاً عن سلطة من سلطة فإن ظفر بها أو لم فهو عبد
...>>>...