شاع استعمال (المستدامة) كما في (مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة)، وفي موسوعة وكيبيديا (التنمية المستدامة )
Sustainable Development هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها. ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة و(العدل الاجتماعي).
والمستدامة مؤنث المستدام، واشتق اسم المفعول هذا من الفعل (استدام)، وإنما تعتمد صحة هذا الاشتقاق على المراد بالفعل وعلى معنى الصيغة، فإن كان المقصود بالمُستدامة المُستمرة، أي إن الصيغة دالة على الصيرورة (صارت دائمة)، فالاشتقاق غير صحيح؛ لأن الفعل بهذا المعنى لازم لا يكون منه اسم مفعول، وإن كنا نقصدُ المتأنى بها المنتظرَ دوامُها أو المراد دوامها، أي إن الصيغة دالة على الطلب، فالاشتقاق صحيح؛ لأن الفعل متعد فيكون منه اسم المفعول، وقد استُعمل هذا الفعل في العربية بهذا المعنى متعدياً فجاء منه اسم الفاعل واسم المفعول.
جاء في معجم (العين) (واستِدامةُ الأمر: الأَناةُ فيه والنَّظَر، قال: فلا تعجَلْ بأمرِكَ واستَدِمه فما صَلَّى عصاكَ كمُستَديمِ وتَصلِيةُ العَصَا: إِدارتُها على النار لتستقيم، أي ما قَوَّمَ أمرك كالتَّأَني). فأنت تراه عدّى فعل الأمر إلى الضمير وتراه اشتق اسم الفاعل.
وجاء في (لسان العرب): (وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ: تأَنَّى فيه، وقيل: طلب دوَامَهُ، وأَدْومَهُ كذلك.
واسْتَدَمْتُ الأمر إذا تأَنَّيْت فيه؛ وأنشد الجوهري للمَجْنون واسمه قَيسُ بن مُعاذٍ: وإنِّي على لَيْلى لَزارٍ، وإنَّني، على ذاكَ فيما بَيْنَنا، مُسْتَدِيمُها أي منتظر أن تُعْتِبَني بخير).
وقال محمد الهمداني:
يا شارعاً في أمة جعلت به
وسطاً فغالت مستدام حياتها
وقال صالح النفري:
بسعدك يا محمد عز دين
وغِب السلم نصر مستدام
وقال عبدالله بن عمر الأنصاري:
ولدار الحديث عهد قديم
مستجد على البلى مستدام
ومن استعمال (مستدامة) في النصوص القديمة ما نقله القيرواني في (زهر الآداب) من نثر أبي الفضل الميكالي يتحدث عن النعمة، قال: (حتى استقرّت في نِصَابها، وألقتْ عِصيَّ اغترابها، فهي للنماء والزيادة مترشحة، وبالعز والسعادة متوشحة، وبالأدعية الصالحة مستدامة مرتَهنَة، وباتفاق الكلمةِ والأهواء عليها مرتبطة محصنة).