أشار: رأى الرأي يراه.. وأشار نصح وأدى وأشار بذل وطرح ما يراه نافعاً لدين ودنيا من رغب إليه ذلك، وأشار يُشير لفت النظر إلى ما أمامه وهو بمعنى أعلم وأخبر، أشار إلى فلان، وفلان يُشير إلى: فلان.
وشارة دون همزة: (علامة) وبالكسر هي كذلك (إشارة) ويأتي بابها، والجمع: شارات وإشارات ودخلهما التوليد اللفظي ولفظ (ما خاب من استشار) ليس حديثاً لكنها حكمة مستقيمة وذلك أنك تجمع إلى عقلك عقولاً أُخرى، وجاء في الذكر الحكيم: (وشاورهم في الأمر) وجاء في الصحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه (كان إذا حزبه أمر في مسألة دينه أو دينوية جمع لها أهل بدر) وذلك أنهم ذو سيادة في الدين والأمانة وعلم مكين في سياسة الحياة وسياسة العبادة. وأصل شاور طلب، واستشار طلب في إلحاح ورغبة، وأصل مُراد ذلك أن من تمت استشارته أمين جدّ أمين لا يبغي مصلحة لذاته أو من حوله ولا يبتغي من وراء ذلك شيئاً ومبناها على السر.
ولذلك قيل سبعة لا تستشيرهم:
1- القريب عن قريبه - إذا كانا عالمين
2- الباغي لمصلحة
3- متزلف المنفعة
4- المصانع لك وإن كان عالماً ورعاً
5- من يضمر لك السؤ بدهاء
6- من لا يطمئن إليك بحال وحذر
7- كل قريب أو صاحب ضد قريبه أو صاحبه
(والمُشير مؤتمن) ليس حديثاً بهذا اللفظ، وما جاء: (استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك) هذا طرف من نص صحيح. وأصل ذلك أن الحق بيّن والباطل بيّن ولقطع الطريق على التعليل الظني الفاسد، أو اتباع الرخص وسبيل الهوى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا النص تشريعاً حكيماً للأمة. قلتُ وليس طلب الاستشارة بمُنزلةٍ عن درجة صاحبها إلى أخرى أقل لكنها دالةٌ على سعة العقل ورحابة البطان ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير فيما لم ينزله به عليه: (وحي) كذلك فعل من بعده من: الخلفاء.
وإلى هذا قال بشار بن برد:
(ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم)
وجاء في أمثلة الأقدمين:
(طلب الرأي منجاة) وورد (استشر لحياتك لمن لا يرجوك)
وجاء أيضاً: (إياك ورأي ذوي المنافع)
وجاء عن الفرس (سافر لحكمة الرأي)
وجاء عن الهند: (شاور كل شريف ليس بك) أي لا تربطه بك علاقة ما.
وجاء عن اليونان ثلاث مُهلكة:
1- (سقوط العالم برأي حاسد قريب)
2- (ركوب الرأي للهوى)
3- (المخمور لا يُستشار)
وأشار - طلب الرأي لغيره.. أو أشار عليه. واستشار مثله لكن يختلف عنه أي رغب زيد من عمر رأيه يخص به، واليوم تُرك هذا، (والمستشار) غالبهم يملي عليك مجرد الوعظ والنصح كأنه خطيب قوم، وإنما بذل الرأي السديد يكون بكلام مُختصر عالٍ سميك بصوت خافت وقلة حركة وتثبت وذلك أن استنطاق العقل يحتاج أصله الى تهيؤ نفسي وركود تام وسكون صحيح، تقول العرب في قديمها المسطور: (إذا استشرت في الإيذاء فليست تلك) يُريدون إذا أسأت الفهم بأمر ما فلا تستشر من يقصد الإيذاء بمن تريد رأيه فيه ولو كان: تعريضاً دون بيان. ووجدتُ أن أصل الخطأ في: الاستشارات هو ضعف أمانة المستشار أو من طلب رأيه في شخص ما.. أو رأي ما، ومذهب ذلك أنه قد يكون لديك شك أو تصور أو سماع ما عن: شخص فيدرك ذلك من تستشيره فيجدها (فرصة) للإيقاع فتطرب لذلك وبهذا تجري المظالم بين القرناء والأقرباء والأصحاب.
(مداخلات)
- أحمد بن محمد أبو عالية المراشدة - الأردن
ابن قيم الجوزيه - ليس هو: ابن الجوزي
- زيد بن أحمد آل مُحطب الوذيناني - وادي حداد -
(اللام المزحلقة.. ليست هي.. لام التوكيد أو: لام القسم - يردك جواب مفصل)
- أسماء بنت خالد بن عجمان المري.. الخبر..
بعثت بخطابك إلى: (المجمع اللغوي) (الخالدين )
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244