يسألونك عن العبد قل الإنسان وقد صار شيئاً. أداة خاضعاً لغاية وضيعة تحدد سلوكه، العبد حيوان غير ناطق، لأنه لا يفكر. العبد: الإنسان وقد فقد ذاته كغاية في حد ذاتها. العبد كائن غريزي لا وجود للآخر في حياته.
حين يتسيّد العالم على الإنسان يغدو الإنسان عبد الخارج عنه. فمن يلهث وراء مال ويخشى على ماله ويبخل في ماله، عبد للمال.
من يظل عمره باحثاً عن سلطة من سلطة فإن ظفر بها أو لم فهو عبد السلطة.
من ينحني أمام (مستبد) ويتحمل إهاناته ويعمل كل ما يرضيه وعلى حساب كرامته الإنسانية عبد بامتياز.
من يخضع لأهوائه ونزعاته الانتهازية ومصالحه الضيقة ويريق ماء وجهه وشرفه من أجل ذلك كله عبد حقير.
السيد هو سيد نفسه. ولهذا فتاريخ البشرية تاريخ نشأة العبودية. ما ظُن أنهم أسياد ما هم إلا عبيد على مسرح التاريخ..
الأسياد الزائفون يعرفون في قرارة أنفسهم أنهم عبيد، ولكن لا يسعون للتمرد. وتلك الطامة الكبرى.
تأمل بسيط في علاقتنا بالأشياء تظهر كم نحن عبيدها، ونُقتل من أجلها.
فلنصنع تاريخ الأسياد، فإن نتسيد على الأشياء يعني أن نتحرر من الأشياء.
أيها الغافلون عن عبوديتكم تأملوا ذواتكم...
أجل تأملوا ذواتكم.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7307» ثم أرسلها إلى الكود 82244