متابعة: علي محسن المجرشي - إعداد:فوزية محمد الجلاّل
حملتني الصدفة - التي اختبرت اليوم أنها (خير من ألف ميعاد) - إلى الأرض السعيدة (اليمن)، وتحديداً (صنعاء)، تلك المدينة التي أحبها وتغزل بها شعراء اليمن والعرب وبعض العجم. كانت رفيقتي في تفاصيل هذه الرحلة، العروس الصنعانية المثقفة (أمة الخالق). أخذتني في رحلة إلى عمق التاريخ اليمني، حيث سد مأرب وشداد بن عاد وإرم ذات العماد، حيث سيف بن ذي يزن،
...>>>...
** قراءة المقالح تحتاجُ إلى اقتدار؛ فهو من المبدعين الذين يتجاوزون النمط فيصلون بين الخيوط والخطوط، ويفرقون بين الجامد والمشتق، وتحسبه قريباً فإذا هو ناء، ثم ينأى فتكاد تجاوره وتحاوره.
** هكذا هو الإبداع؛ حين يتوسط الإلغاز والإعجاز؛ تقرأ فتحس أنك تألف، وتألف فتثق أنك تعرف، وتعرف ثم لا تستطيع البيان.
(2)
** في كتاب (الأصدقاء) استعاد المقالح مجموعة من الرموز الثقافية العربية
...>>>...
كانت البداية، بعد هزيمة 1967، وكانت مجلة (الآداب) البيروتية لا تزال محافظة على هويتها القومية من ناحية، وعلى تقليد أن يتولى عدد من النقاد نقد إبداعات العدد الماضي في الشعر، وفي القصة... إلخ. وتصادف أن جاء عليّ الدور لأكتب عن نقد قصائد العدد الماضي، وكنت لا أزال منطوياً على رؤية واقعية اشتراكية بمعنى أو آخر. وقد دفعتني هذه الرؤية إلى الوقوف عند قصيدة بعنوان: (رسالة إلى سيف بن ذي يزن)، ورأيت
...>>>...
عبدالعزيز المقالح رجل لا يسافر ولا يغادر أرضه، وذلك في زمن يتحرك فيه كل شيء، وكان من المفترض في شخص هذا شأنه أن يكون مقيداً في مكانه وينحصر محلياً حتى ينسى، غير أن الذي يلمسه أي متابع للحركة الثقافية العربية سيلحظ أن عبدالعزيز المقالح يحتل صدارة الحضور الثقافي العربي في الميدان العربي كله حتى لكأنه معك كل لحظة وهو ليس معك وحدك بل هو مع الكل شرقاً وغرباً وكتابة وذاكرة، هو في الشعر أينما كان
...>>>...
تكون الكتابة عن عبدالعزيز المقالح طقسا بهيا شهيا أو لا تكون.
من قرأ له ولم يحترم جهوده المعرفية ويثمن إنجازاته الإبداعية فالمؤكد أنه لا يحسن القراءة. ومن عرفه شخصيا ولم يحبه إنسانا طيبا مرهفا حميما جذاب القول والفعل فلن يحب جميلا ونبيلا في الحياة. قبل سنتين زرت اليمن للمرة الأولى. كان لا بد من مقابلة هذا المثقف الرمز وإن قصر الوقت وطالت الطريق. حينما تعرفت إليه في مناسبات متنوعة لم يكن
...>>>...
يلاحظ المتابع لحياة ونشاط شاعرنا الكبير د. عبدالعزيز المقالح أن أخلاق وطبائع القرية اليمنية قد تركت أثرا كبيرا في سيرته وحياته.
ولد الشاعر المقالح عام 1937م في محافظة أب قرية المقالح منطقة الشعر وفي وادي بناء تحديدا الذي تغنى باسمه وأطرب كثير من الشعراء والفنانين لحقوله الخضراء وشلالاته البديعة التي تشتهر بهطول الأمطار الموسمية بكميات كبيرة خلال العام وتسمى اللواء الأخضر لجمال طبيعتها
...>>>...
كيف (نُكرّم) هذا الشاعر اليمني المجدد في حياته، وهو: الرائد، الناقد، المثقف، معلم الأجيال.. الصامت اليوم في صومعته متأملا، مترفعا عن كل لغطنا ومجاعاتنا الثقافية، وسغبنا الروحي؟!
كيف نكرم الأديب، والمفكر الذي انتزع من قناعاتنا واحترامنا له ما صرنا ننادي به، وهو نداء: (الأستاذ)... لأنه - بحق وبتاريخه الأدبي الطويل والحافل - قد انتصب في واقعنا الثقافي: استاذاً، نتمنى أن يكون له امتداد في هذا
...>>>...
إذا صح القول: إن الكلام، وبخاصة الكلام الشعري، عبارة عن (ممارسة كيانية)، أو بمثابة(تأسيس للوجود باللغة)؛ فباللغة يظهر الكائن المتكلّم ما هو(ماهيته)، وبها أو من خلالها، يؤسس وجوده ووجود الأشياء التي يتكلّم عنها وبها وفيها-فإنه يصح القول عن الشاعر عبدالعزيز المقالح: إنه استطاع، من بين كثيرٍ من المبدعين، أن يؤسس كينونة الاختلاف والتفرد، ليس فقط على مستوى كونه الشعري أو الإبداعي الخاص، وإنما
...>>>...
حدث جميل ورائع أن نحتفل بالأديب الكبير والشاعر المخضرم الدكتور عبدالعزيز المقالح، الأخ والصديق والأستاذ، أبرز الوجوه الأكاديمية والأدبية في عالمنا العربي، الاستثنائي من حيث مكانته الفكرية، وأكثر الشعراء فرادة وتميزاً.
بدأ الدكتور المقالح حياته الإبداعية مبكراً؛ ففي أواخر خمسينيات القرن الماضي كان على رأس الجيل الثالث، ومعه أمل دنقل وعفيفي مطر وسعدي يوسف ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق شوشة
...>>>...
لعل التفات النقد الأدبي - يمنياً وعربياً- إلى نصوص المقالح في ديوان (قارب يتكلم) 1931 وإلى ديوانه (لابد من من صنعاء) 1971 كان مؤشراً لافتاً إلى حداثة النص الشعري ومعاصرته ومواكبته لتطور القصيدة العربية حتى تلك السنوات. وقد أشارت الدراسات النقدية إلى أن المقالح بهذه النصوص قد رسخ القصيدة الجديدة في أدب اليمن الحديث الذي لم يعد تحطيماً للبناء العروضي التجريدي الموروث ولكنه استيعاب لتقنيات القصيدة
...>>>...
الحزن إكسير القصيدة... بمعنى هل يمكن أن نتخيلها بدونه؟! وهل يمكن للقصيدة أن تترك في ذاكرتنا بصمتها الخالدة لو لم تكن فراديسها مخضلة بإيقاع الحزن؟! أو لَم تكن الصرخة الأولى تعبيراً عن الصلة الأزلية بهذا المارد العجيب وأقصد الحزن؟! فأي حزن شاء المخيال الإبداعي - منذ الأزل- أن يوثقه وينسج مناخاته؟ أهو الحزن الملفع بالخيبة والنكوص داخل الذات فحسب! أم هو مواجهة واعية لملامحه الكالحة وأكفه
...>>>...
الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح عالم يمني بارز وأحد رواد الأدب العربي الحديث وله تاريخ حافل بالعطاء والإبداع المتجدد في ميدان الشعر والأدب فقد كانت الحداثة هي المنهاج الذي سار عليه الدكتور المقالح في مسيرة عطاءاته الشعرية التي أثرت الحياة الثقافية بروائع كتاباته وانجازاته التي تزخر بها اليوم المكتبات اليمنية والعربية من خلال دواوينه وإصداراته التي تحمل في
...>>>...
عبقت اليمن بالعديد من رياحين زهر كثير من الشخصيات العلمية الخالدة، التي أينعت أوراقها بغرر الفوائد الفريدة، والدرر النفيسة خلال مختلف الحقب التاريخية، فكان أن ارتسمت صورهم على ضفاف الأودية، ونُحتت أقوالهم في أعالي الجبال الراسخات، وتناسخت أنفاسهم المعرفية فوق الغيوم، وعبر خيوط الزمن، لتشرق وضاءة مع إشراق كل عهد، وتَبسُّم كل صبح، فتخلد صورهم الذهنية، وسماتهم المعرفية في أذهان وأنفاس كل
...>>>...
وهذه النسمة الصنعانية الطيبة، عبدالعزيز المقالح، تؤثر بي، وأدرك يقيناً أني لست وحدي مَن عبرت تلك الروح الجميلة إلى عمق نفسه، بكل ما تتمثله من العذوبة والهدوء وهيبة سنواته السبعين، وبكل الساعات السليمانية.. ومن تلك الجبال الجليلة الخضراء، ومن تداعيات السحب والمواعيد الخائفة والأمطار، ومن الوجوه المتزاحمة على الذاكرة بحزنٍ وفزع، من الأجساد المهدودة من الأمل والفاقة، من الحب القرويّ البريء،
...>>>...
يعد (عبد العزيز المقالح) أحد أبرز شعراء الحداثة العربية منذ الستينات وحتى وقتنا الراهن، ولعل خصوصيته الشعرية تنبع من امتلاكه مشروعاً شعرياً واكب معظم التغيرات والتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية والإبداعية على مدى أربعة عقود. لقد استطاع أن يستوعب كافة تلك التغيرات والتحولات دون أن تسلبه خصوصيته.
والمقالح يحتفي باللغة إلى حد الافتتان بها، مما يجعل دراسته مغامرة تستحق التجريب، حيث إن
...>>>...
يحس الباحث إذ يقترب من تجربة المقالح النقدية التي سارت متطورةً باطراد على مدى عطائه الأدبي - إلى جنب تجربته الشعرية، أنها لم تأخذ منها بريقها أو تعيش على هامشها... فهو من بين قلة من الشعراء النقاد ما زالت إسهاماتهم النقدية ذات حضور وتفاعل وتأثير، تتابع الجديد والمستجد في الأشكال والأساليب الشعرية، وتخوض في قضايا النقد وتبدلات آفاقه ومناهجه، وترصد النتاج الشعري وتحلله.
عبدالعزيز المقالح شاعر وناقد وأديب، منحه الله طاقات وقدرات أدبية متعددة، كذلك هو أكاديمي وأستاذ جامعي قاد الجامعة اليمنية الأولى (جامعة صنعاء) لتحتل مكانة أكاديمية مرموقة، وصنع من كلية الآداب ومركز الأبحاث والدراسات اليمنية مصدر إشعاع علمي وثقافي قصده المبرزون من الأدباء والعلماء والمفكرون مما كان له أثره على الحركة الفكرية والأدبية والثقافية في اليمن.
تتطلب الكتابة النقدية عن ناقدٍ كبير بحجم الشاعر والناقد والأكاديمي د.عبد العزيز المقالح قدراً من الدقة، وقدراً من التركيز لا سيما إذا كان العطاء النقدي للمقالح قد قطع حقبة زمنية طويلة تصل حدّ الأربعين عاماً لم يعرف خلالها قلمه النقدي التوقف أو الانقطاع!
وما من قضية تستجد في النقد الحديث أو المعاصر أو تثير جدلاً سواء في وطنه المحلي اليمن، أو وطنه العربي الكبير إلاّ و له في الحديث عنها
...>>>...
أتذكر أول اجتماع عقدته اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1403هـ، كان سمو الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة يناقش مع الدكتور غازي القصيبي عضو اللجنة أسماء المقترح دعوتهم لحضور أول حفل للجائزة الذي أقيم في بداية عام 1404هـ وفاز بها كل من الأستاذة حمد الجاسر وأحمد السباعي وعبدالله بن خميس.
لقد اتفق على دعوة مجموعة من خيرة الأدباء
...>>>...
يظل الشعر هو الشعر، ذلك العالم الذي يستلب الداخلين إليه وإن أمنعوا في محاولات الخروج، ويظل رؤيةً ذات خصوصية تنجلي عن فرادة، وتعبيرًا عن محاولات الشعراء التأليف مع أنفسهم، ومفردات أكوانهم، كما تظل له - على الدوام - إمكانات تجاوز المواضعات اللغوية عن طريق مزج العناصر السابقة كلها في قصيدة.
ربما لهذه السمات انبغى علينا عند ذكر عبد العزيز المقالح أن نتجاوز - في كثير من الحيف - عن مشروعات
...>>>...
نأى الدكتور عبدالعزيز المقالح عن الرد على الاتهامات الموجهة له الخائضة في دينه ومواقفه، تاركاً الحكم للوعي والتاريخ.. وهنا ننشر جزءاً من حوار أجراه معه الأستاذ تركي الدخيل في برنامج (إضاءات)، وفيه بعض التوضيح، وقد أشار إلى أنه نسي مرحلة المضايقات التي تعرض لها بما فيها من آلام وإزعاجات وقال:
الشيء المثير للقلق أن تحاكم بعض القصائد محاكمة غير أدبية، محاكمة من ناس
...>>>...