الثقافية - أحمد الجروان:
استخدم العرب العديد من المسميات والألقاب ليطلقوها على الإبل؛ فكل حالةٍ يستنبطون لها مُسمّىً يصفها سواءً كان مُنطلَقُ ذلك شكلُها أو سيرُها أو طبيعتُها، فيصفون الإبل نسبةً إلى شربِها للماء بعدة أوصافٍ منها: «الملحاح» للإبل دائمةِ العطش، و»المقامح» للإبل التي لا تشرب عند الشعور بالألم، و«الغب» لِلَّتي تشرب الماء كل يومين، و«الرفة» للتي تشرب الماء في أي وقت.
أما الناقة التي تُرشد بقية الإبل إلى أماكن الماء فتُسمى «السلوف» وتمتاز بحاسة شمٍّ قوية، ومن عجائب هذه الإبل أنها تستطيع معرفة أماكن الأمطار والأراضي المُعشِبة ومصادر المياه.
وارتبط العرب ذهنياً بأسماء وصفات الإبل وتوارثوها جيلاً بعد جيل، فنجد أصحابَ الإبل على إجماعٍ حيالَ هذه المسميات والأوصاف، حيث اتفق الجميع على تسمية الأنثى الصغيرة بـ«البكرة»، وصغيرِ الإبل حُواراً، وحينما تلد الناقة حواراً تُسمى «خلفة»، أما إذا كان لا يزال في بطنها فتُسمى «لقحة»، في حين تُسمى الناقة التي مات ولدُها وحزنت عليه بـ«الخلوج»، وتُسمى الراحلة بـ«المطية»، أما «الذلول» فتُستخدم في السباقات، فيما تُسمى الناقة التي تدرّ الحليب عند المسح على ضرعها دون أن يرضعَها وليدُها بـ«المسوح»، وتُسمى «العجور أو الجضور» الناقةُ التي يصعُب على صاحبها حلبُها، و«النحوس» وهي التي لا تسمح له بحلبها، أما «القوداء» فهي الناقة التي تقود الإبل بوجود الراعي أو بدونه، والتي تسير أمام الإبل بمسافة بعيدة تُسمى «الهارب» عند بعض العرب، وتُسمى شديدةُ القوة «العوصاء» وهو اسمٌ متفق عليه عند البدو، أما «العليا» فيطلقونها على أطول الإبل قامةً وهامةً.
وتشتهر الإبل بأنواعٍ من السير فيُطلق على حالةِ البعير إذا جمع القوائم الأمامية والخلفية ثم قفز إلى الإمام بسرعة وبحركةٍ متتابعة «الغارة»، ويُسمى سيرُ الإبل الأسرعُ حركةً من المشي العادي «القرونة أو الذومال»، أما «الغديد» فهي حركةٌ أسرع من «القرونة» وأبطأ من «الدرهام» التي يمُدّ الجمل فيها خطواتِه ثم يتابع هذه الخطوات بسرعةٍ وانتظامٍ وانسياب، فيما يُسمى جريُ الجمل جرياً متتابعاً «زرفال»، ويُطلق «الكبيع» على سير الجمل عندما يرفع قوائمَهُ الأماميةَ إلى الأعلى وحين تعود للأرض يفعل ذلك بأرجله، ويسمى سير الناقة السريع «الذعلبة والهملقة»، أما «الذمول» فيُطلق على الناقة التي تَذمُل في سيرها أي تسير سيراً سريعاً لـيّنـاً، وتُسمّى «المرسال» إذا استرسلت في سيرها، و«العجول» هي التي تعدو بسرعة إلى حُوارها، و»الهوجاء» القلقة، ويُقال «كاست الناقة» عند مُرَبِّي الإبل، إذا قُيِّدَت إحدى قوائمِها فمشت على ثلاثة قوائم.
الجدير بالذكر هو تسمية هذا العام 2024 بـ«عام الإبل» بعد موافقة مجلس الوزراء على مبادرة وزارة الثقافة، والتي تهدف من خلالها إلى الاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية، وتأصيل مكانتها الراسخة، وتعزيز حضورها محلياً ودولياً، باعتبارها موروثاً ثقافياً أصيلاً، ومكوناً أساسياً في البناء الحضاري.