شروق سعد العبدان
سمعتُ مقولةً تقول إن الابتعاد لا يحل الأمر
ولا ينهي الوجع..
وأننا عندما نقرر أن نبتعد يجب أن نفكر في مكانة الشخص وما كان عليه وما هو لنا..
نعم استوقفتني هذه المقولة وفكرت كثيراً بها.
لكنني تساءلت ما إذا كان ذلك يعني بجميع ما نمر به.
هل الأمور على نفس المستوى؟
وهل تأثير الشيء علينا له دور في ذلك؟
نحن نكتب مقولات ونقول كتابات دون أن نعي حجم العلاقة بينها وبين ما نحن فيه..
العبارة جيدة لكن ليست مجدية..!
من الصعب أن يتخطى المرء قلبه.
لأنه بذلك قد يعود بعد مدة فيلوم نفسه.
التجاوز العاطفي من أبشع التجاوزات التي نشعر بها.
تجاهلك لشيء يؤلمك ومواصلتك في شيء شطرك لن يفيدك على مدار هذه الحياة.
لن تستطيع المضيّ في طريق وعر.
تخيفك ممراته ووقفاته ومنعطفاته.
لقد تعبنا من الخوف..
ثمن الطمأنينة باهظ..
عندما تضطر لقبض قلبك من وراء ثوبك وكأنك تمسك به حتى لا يفر منك.
وتلملم حضنك في حضنك حتى لا يتضح عليك.
وتشيح بوجهك لأن عينك مليئة بالدموع الجامدة.
عندما نصل للهرب من أوجه الناس حتى نتجنب سؤالهم.
وننام باكراً ونصلي كثيراً ونسكب الماء علينا بارداً علنّا بذلك أن نحظى بشيء من الهدوء.
كل من أوصلنا لهذه الحالة لم يكن يوماً لنا ولا معنا.
كل من سمح لك بالهرب من كل شيء إلى لا شيء هو في الأصل لم يكن لك.
مثلما أشعر في هذه اللحظة..
هاربة إلى اللاشيء وواقفة على طريق لا أعرفه يمر به أناس لم أنظرهم.
تملؤه أوراق الخريف وخطوط الطريق
والإضاءات الباهتة.
واقفة..
تلطمني الرياح الشاردة ومعطفي قد ارتداه صديق.
وتركني باردة.