سعد الدوسري
عندما أشرت إلى أنّ الأفق التغييري في المملكة يوحي باستغلالٍ أكبر لطاقات المرأة، في مناصب قيادية في وزارات مثل التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب والعمل، فإنّ هذه الإشارة تنبع من الحاجة الفعلية لوجود هذه الطاقات المميزة في الأماكن المناسبة، ومن حجم التفهم الحكومي الجديد لتوظيف الكفاءات المميزة في المواقع التي تليق بها، سواءً كانت هذه الكفاءة رجلاً أو امرأة.
ومَنْ يحاول أن يقول غير ذلك، فهو يتحدث عن قضايا ذات علاقة برؤيته الشخصية، وليس بواقع الحال.
لقد حسمت الشريعة موضوع عمل المرأة في المواقع التي يجب ألاَّ يكون غيرها فيها، كما أنّ القيم الاجتماعية لم تعد تفكر مجرّد تفكير في منع المرأة من العمل، أما محاولات ربط عمل المرأة بالاختلاط فهي محاولات لا يقبلها العقل، فاختلاط الرجل بالمرأة موجود في الحرم وفي المستشفى وفي السوق، ومن غير العدل تحميل حوادث الاختلاط السلبية لمشروع مشاركة المرأة في خدمة وطنها ونفسها، بما لا يتعارض مع دينها وقيم مجتمعها.
إنَّ الحساسية تجاه المرأة مفهومة جداً، ويكاد أخصائيو الطب النفسي يجمعون على أنها حساسية مشتركة لدى كل الرجال، ليس في محيطنا المحلي والإقليمي والعربي والإسلامي فحسب، بل في المحيط العالمي والمحيط الإنساني عامة.
فالرجل حساس دوماً تجاه المرأة، وكذلك هي المرأة تجاه الرجل.
ويكمن الفرق بينهما، أنّ للرجل سلطة أن يعبّر عن الحساسية بالقمع، في حين ليس أمام المرأة سوى البكاء!!