سعد الدوسري
في لقاء جمعنا سوياً على طاولة برنامج «دوائر» في قناة الإخبارية عام 2007م، قال الأستاذ محمد العقلاء، وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الضمان الاجتماعي للزميل غنام المريخي، معد ومقدم البرنامج:
- وش ذا الوحش؟!
وكان يقصدني، إذ كانت الحلقة ساخنة جداً بكل المعايير، كغيرها من حلقات ذلك الزمن الجميل، والتي لم يجد فيها فرصة ليقول ما كان يريد أن يقوله، بسبب مقاطعاتي المستمرة له، وتوجيه النقد الساخن لبرامج الوزارة. وسأكون منصفاً، وأذكر أن هذا الرجل واحد من المسؤولين الذين لم تتأثر علاقتي معهم، بسبب ما أطرحه عنهم، سواءً في عمودي أو في المقابلات التلفزيونية. لقد كان وظلَّ دوماً يستقبل آرائي ومقترحاتي، ويحل مشاكل المواطنين والمواطنات الذين يوصلون معاناتهم لي، باعتباري كاتباً متخصصاً بالشأن العام.
أظن أن مثل هذا الرجل، وبوجود قيادة جديدة في الوزارة، حريصة على أداء أدوار مختلفة عمَّا اعتدنا سابقاً، سيكون من السهل عليه الوصول إلى الأسباب الحقيقية لكل هذا الكم من الاحتيالات على نظام الوزارة، والذي يرهق كاهل موازنة الدولة بما يزيد على 300 مليون شهرياً، ولمدد لا تكاد تعرفها الوزارة، ومن قبل أشخاص لا يزالون مجهولين حتى الآن. وهنا، يجب ألا نفترض حسن النيّة في أحد، حتى تتكشَّف كل الأوراق، وتتضح كل الحقائق المختبئة. ونحن لسنا أمام حالة جديدة، فهناك من يظن بأنَّ بإمكانه التجرؤ على المال العام والعبث به، دون أن تكون هناك إجراءات حازمة لردعه.
- ده كان زمان!!