د. عبدالعزيز الجار الله
جاء في إعلان الرياض (مؤتمر إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية) الذي أنهى أعماله يوم الثلاثاء الماضي إشارات وتذكير بارتباط اليمن جغرافيا بدول مجلس التعاون الخليجي، والحقيقة غير الغائبة أن اليمن مع سلطنة عمان تشكلان القاعدة الأساسية للجزيرة العربية، أيضا تعدان الضلع الطبيعي المكون -الأساس- للخليج العربي، اليمن هو الحد الجنوبي لدول مجلس التعاون الخليجي ومتمم لجدارة الرابع، يمثل جغرافيا مع عمان القاعدة التي تقوم عليها الجزيرة العربية بما فيها الساحل الغربي للخليج العربي ويعد اليابسة الأخيرة لأراضي العرب في جنوبي غرب آسيا.
ففي النظر للخريطة الجغرافية والسياسية أيضاً خريطة البنية الطبوغرافية والجيولوجية نجد أن الخليج العربي والبحر الأحمر هما عبارة عن لسانين أو ذراعين من مياه بحر العرب الذي يعد هو أيضا أحد الأحواض المائية للمحيط الهندي يطوقان الجزيرة العربية -السعودية ودول الخليج العربي- شرقاً وغرباً, واليمن تتحكم بالركن المائي الجنوبي والغربي للجزيرة، كما أن اليمن وسلطنة عمان منطقة التقاء كبرى مع دول شبه القارة الهندية التاريخية في قارة آسيا: الهند، باكستان، جزر المالديف. كذلك التقاء مع دول جنوب شرقي إفريقيا: ارتيريا، جيبوتي، الصومال. ويجمع اليمن مع سلطنة عمان أهم الممرات المائية، البحار, الخلجان، المضائق العربية، فالبحار: المحيط الهندي، البحر الأحمر، بحر العرب، بحر عمان. الخلجان: الخليج العربي، خليج عدن. المضائق: هرمز، باب المندب.
إذن فاليمن يتكئ على قاعدة جغرافية عريقة وواسعة من دول جنوبي آسيا وجنوبي شرقي إفريقيا، وبحار وخلجان ومضائق مائية فدولة بهذه المواصفات الجغرافية والاقتصادية والاستراتيجية يصعب أن تبقى خارج مجلس التعاون الخليجي، وخارج اهتمامه السياسي، وأن يبقى ملف طلبها للانضمام مجال جذب ورد وتردد من قبل المجلس، فكان خطأ فادحاً تردد دول المجلس قبولها، فقد أتاحت بذلك المجال لاستغلال الفراغ وتمكنت إيران ومنظمة القاعدة وقيادة الفرد والقبيلة الواحدة والجماعات الحوثية المتطرفة من ملء فرغ اليمن التي ترددت دول مجلس التعاون طويلاً في قبولها وإدماج اليمن بمخزونه السكاني وموقعه الاستراتيجي ضمن تركيبة الإتلاف والتجمع لدول الخليج.
ترك اليمن لإيران والتطرف الحوثي ولقبيلة واحدة تمسك بالقبضة السياسية والعسكرية، لذا قاد هذا الإهمال إلى إشعال الحروب والفتن من حروب داخلية وحروب التعديات على الجيران وجعلها قاعدة خلفية للإرهاب.