د. عبدالعزيز الجار الله
أسس الملك سلمان - حفظه الله- مركزًا دوليًا للإغاثة الإنسانية سيكون بإذن الله عونًا للشعوب المنكوبة، يبدأ أعماله بكارثة اليمن، هذا اليمن الذي ترك عربيًا وعالميًا للرئيس السابق علي عبدالله صالح ليدمره مدة (33) سنة دمر فيه الاقتصاد والمجتمع والسياسة، باعه بمقابل وبلا مقابل للحوثيين وإيران والقاعدة، جعله بلدًا متخلفًا وسوقًا للسلاح والإرهاب والمخدرات ولتجارة البشر القادمين من شرقي إفريقيا.
العالم من حولنا يموج بالكوارث الطبيعية والحروب السياسية والصراعات والقتال المفتوح على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، فوجدت المملكة نفسها أمام مسؤولياتها الدينية والعربية والإنسانية فأسست مركزًا للإغاثة الإنسانية لتوقف بعضًا من النزيف بعد أن زادت الحروب والانهيارات السياسية بخاصة دول الربيع العربي، وزادت معاناة الكوارث الطبيعية واتساع رقعة الفقر مع ما يرافقه من زيادة في السكان وشح المواد الاقتصادية، لن يكون المركز بديلاً عن منظمات الأمم المتحدة لكن قد يكون أسرع في الإجراءات والجاهزية. فأول المستفيدين من المركز أبناء اليمن العالقين في المنافذ والحدود، أيضًا من هم من المحاصرين داخل المدن وأماكن الحروب ومن تقطعت بهم الأسباب في الدول والمطارات.
تقع المملكة في منطقة دول الجنوب قبالة دول الشمال - أوروبا - الغنية والأكثر استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا وخالية تقريبًا من النزاعات العسكرية، فدائرة المملكة دول الجنوب تتهددها الحروب والكوارث الطبيعية والضائقات المالية والانهيارات الاقتصادية، إذن نحن محاطون بدول نزاعات وكوارث وشح اقتصادي:
- دول جنوب وغرب الجزيرة العربية: اليمن، جيبوتي، إريتريا، الصومال، إثيوبيا، وأجزاء من أراضي السودان ووسط إفريقيا.
- دول شمال وشمال غرب الجزيرة العربية: العراق، سورية، فلسطين، لبنان. هذه الدول جنوب الجزيرة وشرقي إفريقيا وشمالي الجزيرة تحتاج للإغاثة والمساعدة الطارئة العاجلة وإلى خطط تنمية شاملة اقتصادية وعمرانية سيكون للمركز دور رئيس في الإغاثة والمساعدات
دول الشرق: إيران، باكستان، أفغانستان، بنجلاديش، تتعرض هذه الدول للكوارث الطبيعية لوقوع بعضها على خط الحزام الزلزالي النشط، وبعضها يتعرض باستمرار إلى الفيضانات بسبب كثرة الأمطار والتركيبة الجيولوجية الصعبة.
يأتي توجيه الملك سلمان لإنشاء المركز الإغاثي حتى يحقق هدف الإغاثة والالتزام بمسؤوليتنا الدينية والإنسانية أمام الله ثم أمام المجتمع الإِنساني، أيضًا لتنظيم آليات ووسائل وطرق الإغاثة لتكون دائمة جاهزة للإنقاذ والمساعدة السريعة بدلاً من اللجان المؤقتة التي تنتهي أعمالها مع انتهاء فترة الإغاثة، هذا المركز سينظم العمل السابق ويحفظ حجم المساعدات المقدمة ويرصدها ويوجهها ويقعدها بقواعد لتصل مباشرة إلى مستحقيها، ولنا تجربة في اليمن حيث قوبلت المساعدات السعودية خلال (33) من حكم الرئيس السابق علي صالح بالجحود والنكران بل إنه وجه سلاحه وأحقاده على شعبه والسعودية ووفر أموال سلاحه من المساعدات الإنسانية التي كانت تصله من جميع الدول بالرغم من أن بعضها مخصص للأدوية والمواد الغذائية من أجل إغاثة المنكوبين.