د. عبدالعزيز الجار الله
فلسطين قضية العرب المركزية تتباعد، يتضاءل ضوؤها الإعلامي عن الأحداث السياسية لكنها لا تتلاشى ولا تتحول إلى هامشية، ففي وسط حرب اليمن ولقاءات كامب ديفيد بين أمريكا وزعماء مجلس التعاون لدول الخليج العربي، والمخاوف من القنبلة النووية الإيرانية، وسط هذا الانشغال العربي والعالمي الذي يشهد تغيّرات بقيت القضية الفلسطينية حاضرة، فقد خرج الشعب الفلسطيني ممن هم خارج الخط الأخضر ومن داخله في مظاهرات للتذكير بيوم النكبة الفلسطينية واحتلال الأراضي العربية، بقيام إسرائيل عام 1948م، ذكرى مرور (67) سنة على نكبة فلسطين القضية الأولى عند العرب والمسلمين، فبالرغم من الأحداث الأخيرة منذ 1990م وحتى الآن تعمل الظروف السياسية ضد الصالح الفلسطيني: غزو الكويت عام 1990م، تحرير الكويت 1991م، احتلال العراق من الجيوش الأمريكية عام 2003م وأخيراً ربيع العرب عام 2010م وما صاحبه من تفكك للبلاد العربية وانهيار بعضها وتغيّر أنظمة الحكومات، وقيل ما قيل عن تقسيم البلاد العربية بخرائط جديدة وحدود جديدة تحت مظلة الشرق الأوسط الجديد، واعتقد البعض أن فلسطين خسرت قضيتها إلى الأبد، رغم ذلك إلا أن فلسطين بقيت الهم العربي الكبير، بل إن فلسطين ولدت من تحت رماد الخرائط وزاد اعتراف الدول الأوروبية بها أبرز كبار دول الاتحاد الأوربي كان آخر أوروبا اعترافاً الفاتيكان في هذا الأسبوع.
إسرائيل رغم خطورتها واحتلالها أراضي عربية إلا أن إيران بسلوكها وتصرفاتها غير المسؤولة هي اليوم الخطر الحقيقي على العرب إما بتصدير ثورتها أو دعوتها إلى ولاية الفقيه، إيران تسعى إلى احتلال الأراضي العربية جميعها كما هي محتلة أراضي الأحواز على الساحل الشرقي للخليج والجزر الإماراتية والتهديد المستمر لدول الخليج العربي وسيطرتها على الحكومة العراقية، وكانت تنوي احتلال اليمن، كما عملت على السيطرة على سورية ولبنان، فإيران تعمل على عودة الإمبراطورية الفارسية الساسانية، قالت ذلك واعتبرت بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية.
خادعت وراوغت أكثر من (35) سنة تدعي أنها تحارب إلى جانب العرب في فلسطين وهي بالمقابل تزرع في الجنوب اللبناني حزباً لها تمده بالسلاح للسيطرة على بيروت، وتبني حزباً آخر في اليمن قام بانقلاب على الشرعية وخزن أسلحة استعداداً لحرب السعودية، أما في سورية فهي الحليف الإستراتيجي للأسد منذ حرب عام 1973م خداع إيراني استيقظت عليه العرب ودول الخليج متأخرين، تم تداركه في حرب اليمن التي كشفت النوايا الإيرانية وأوراقها للعالم، فكانت حرب اليمن هي بداية تعرية الأطماع والخطط الإيرانية في المنطقة.