فهد بن جليد
يبدو أنّ (أكل التراب) لم يعد من باب (السباب أو الشتائم)، بل هو دعوة (بطول العمر)؟!.
فالسيدة الهندية (سوداما ديفي) البالغة من العمر 92 عاماً، قلبت الموازين عندما أكدت أنها تتناول (كلغم ) من الرمل - بشكل يومي - منذ كان عمرها 10 سنوات، للمحافظة على صحتها، وأنها نجحت في ذلك!.
الأطباء أكدوا أن العجوز بصحة جيدة، مما يدل على أن ( الرمل ) كان له دور بالفعل في حماية جسمها (النحيل) من الأمراض، بعكس أبنائها العشرة الذين توفوا ولم يبق منهم سوى 3 بنات وولد واحد، لأنهم لم يكونوا يتناولون (التراب) مثلما تفعل والدتهم!
بدأت أشك أن بعض تجار العقار لدينا، وبعض أصحاب الشبوك - من آكلي الأراضي - كان يعلمون (بالسر الباتع) للتراب والرمل، وكانوا يخفونه عنا؟ بينما بقية المواطنين (الغلابة) يعيشون بين (الشقق والأدوار) المُستأجرة، دون أن يتمتعوا بأكل (شبر واحد) من الأرض!.
أما وقد علمنا بفائدة أكل (التراب، والرمل) على الصحة العامة، وطول العمر، وراحة البال، واستقرار الخاطر، فأعتقد أن وزارة الإسكان مُطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى، بمنح كل مواطن (لديه الرغبة بالفائدة) ما يستحق من تراب (أرض الله الواسعة)، ليتمرغ إن أراد تمرغاً، أو يلتهم ما يشاء إن أراد صحة، أو يُمتع ناظريه (برؤية) مقر سكنه الذي سيقطنه (أبناؤه و أحفاده) من بعده - حتى وإن لم تصل الخدمات لهذه الأراضي - فالمقصود هو رؤية الأرض (بالعين المجردة)، ولمس ترابها ( باليد )، وربما التهامه إن لزم الأمر، بعد أن أصبحت حُلماً، يُحكى ولا يُرى!.
المواطن هنا ربما يكون أكثر راحة، عندما يشعر (بامتلاكه أرضاً) سيقام عليها مشروعه السكني لاحقاً، بدلاً من الوعود المتكررة، برأيي أنّ الأرض هي المُنتج الأول!.
وبإمكان الوزارة أن تنهي الخطط والأفكار (الكبيرة والطموحة) على أقل من مهلها لاحقاً، فنحن غير مُستعجلين، لأنّ المواطن بات ترابه (منه وفيه) حتى يُطيل الله عمره، ولنا في العجوز (سوداما) خير مثال؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.