كتب - سلطان الحارثي:
عاد الهلال من الأراضي الإيرانية بالسلامة، وهذا هو المطلب الأهم في ظل تراخي الاتحاد الآسيوي وعدم تحركه تجاه استفزازات الفرق الإيرانية وعباراتها التي لا تمت لشرف الرياضة بصلة والتي تخرج من نفس الحقد والحسد والبغضاء, ناهيك عن الشعارات السياسية والدينية التي ترفع في ملاعبهم التي لا علاقة لها بكرة القدم نهائيا, بل هي شعارات جوفاء تدعو لنبذ الآخر, وهي في الأصل من المحرمات التي يدعو الفيفا لتركها بل ويعاقب عليها, ولكن الاتحاد الآسيوي ورغم مايُرفع له من (شكاوى) ضد الفرق الإيرانية إلا أنه يتجاهل مايرد إليه, فالهلال سبق وأن رفع للاتحاد الآسيوي العام قبل الماضي كل ماحصل له في ملعب طهران, وسجلها صوتا وصورة, وكنا نعتقد بأن العقاب سيصدر بحقهم, فما شاهدناه كان مفجعا, ولكن الآسيوي كالعادة تجاهل الخطابات المرفوعة له, وفي هذا الموسم, بل وقبل أيام معدودة رفع فريق النصر خطابا مماثلا, وبالأمس القريب يرفع الهلال خطابا آخر, ولكننا برغم مانملك من أدلة قاطعة تجاه استفزازات الفرق الإيرانية, إلا أننا متأكدون بأن الاتحاد الآسيوي لن يصنع شيئا, وسوف تعود فرقنا الموسم القادم لإيران, وستجد ماوجدته سابقا بل وقد يكون أشد, وهنا لا نُحمل الاتحاد الآسيوي فقط, بل إن اتحادنا الموقر يتحمل نسبة كبيرة مما يحصل لفرقنا هناك, فعدم اتخاذ موقف (حازم) تجاه تلك التصرفات دليل على أنه لا يملك القوة الكافية لردع من يتطاول على فرقنا, ولكن كيف يمكن لنا أن نطالب باتحاد قوي وحازم خارجيا وهو من (عجز) عن ردع المتطاولين داخليا هذا من جانب, أما الجانب الآخر فالهلال عاد بخسارة مؤلمة لأنصاره, والألم أنها جاءت من فريق لا يملك نفس القوة التي يملكها الهلال, ولكنه استغل خطأ مدافع الهلال ديغاو, وسجل هدفا لا يستحقه, بعد أن دانت السيطرة للفريق الهلالي, ولكن رعونة لاعبي الهلال أمام مرمى بيروزي جعلت الفريق يعود خاسرا بهدف مقابل لا شيء, والهدف في عالم كرة القدم سهل تعويضه, ولكن هل يستطيع الهلاليون فعل شيء أمام بيروزي في ستاد الملك فهد الدولي.
إجابة هذا السؤال يتشارك فيها الهلاليون جميعا, فاللاعبون يدركون أهمية اللقاء, ولكن عليهم أن يلعبوا لشعار الهلال (روحاً وإخلاصاً وتفانياً) لمن قدمهم للمجتمع, والإدارة الهلالية عليها حمل ثقيل, فتجهيز اللاعبين نفسيا ومعنويا أمر مهم جدا, ومثل هذه المباريات تحضر فيها العوامل النفسية والمعنوية أكثر من الأمور الفنية, ولذلك لابد أن تحرص الإدارة على زرع الثقة في نفوس اللاعبين, كما أن للجمهور الهلالي دورا مهما في مثل هذه المباريات, فالحضور بدون شك سيكون كثيفا, ولكن المطلوب من الجمهور (قبل المباراة) هو عدم الضغط على اللاعبين سواء في النادي أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. نعم التحفيز مطلوب ولكن مايفصل بين التحفيز والضغط هو خط صغير لا يمكن رؤيته, وعلى الجمهور أن يتعامل مع اللاعب كما وأنه يدرك أهمية اللقاء, وعلى الجمهور أن يتعظ من مباريات سابقة, كانت فيها الهاشتاقات تصل للتندر ولكنها تضر بالهلال أكثر من منفعتها.
بقي أن نقول.. دونيس ومنذ فترة طويلة وهو يلعب بأسلوب واحد, وتكتيك واحد, ومع كل المنافسين, فهل يُفاجئنا هذه المرة ويفاجئ المنافس بأسلوب جديد قد ينجح من خلاله اللاعبون ويحققوا المراد.
خاتمة:
اللاعبون مطالبون بالهدوء داخل المستطيل الأخضر, فالحكم قد يستفزهم بقرار خاطئ, ولكن عليهم إدراك أن زعيم آسيا لم يصل لزعامته إلا يوم أن كان يهزم الحكام قبل المنافسين.