ناهد باشطح
فاصلة:
(إذا كان الحق معلقاً، فذلك يعني أنه ليس ميتاً)
- حكمة عالمية -
لا يوجد في إطار المجتمعات المتقدمة إعلام لا تشارك في صناعته المرأة؛ ليس لأنها شريكة للرجل في تنمية المجتمع فقط، بل لأن هناك دوراً منوطاً بها في الحراك النسائي لتفعيل قضايا المرأة والمجتمع.
في مسألة النسوية الإسلامية والتي بإمكانها أن تنشط النسوية الغربية باتجاه دعم صورة المرأة المسلمة في الغرب يبرز ضعف نتاجها إلى حد ما بسبب ضعف حراك النسويات الإسلاميات.
أتحدث عن النسوية لأننا المجتمع الوحيد الذي لا توجد لديه أقسام لدراسات المرأة في الجامعات، والمجتمع الوحيد الذي لا يبرز فيه صوت الإعلامية الأكاديمية من خلال بحوث وأوراق عمل علمية في محافل عربية ودولية.
هذا الغياب سببه تأخرنا في فتح مجال دراسة الإعلام للبنات، ثم خلال بضع سنوات مُنحت الفرصة لبناتنا وأخواتنا في دراسة تخصص الإعلام لكن شيئاً لم يتغيّر على مستوى دور المرأة الإعلامي في المجتمع.
والسبب أن خريجات أقسام الإعلام للأسف بلا وظائف، فالجامعات لا توظفهن، حتى إن بعضهن عملن في محلات بيع الملابس النسائية كما ذكرت جريدة الشرق في عددها الصادر في 8-3-2012!!
إحدى الزميلات صحفية متفوّقة هي الأولى على دفعتها ولديها خبرة صحافية ولم تجد وظيفة في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود وكذلك جامعة الملك عبد العزيز!
ماذا يعني ذلك؟
ماذا يعني أن تقفل أبواب أقسام الإعلام في جامعاتنا أبوابها لخريجات الإعلام سواء في مرحلة البكالوريوس أو الماجستير؟
من يدّرس الطالبات تخصص الإعلام؟
ولماذا تذهب الفرص الوظيفية إلى أخواتنا من البلاد العربية الشقيقة وبناتنا بلا وظائف؟
ولماذا لا توظّف المتميزات المتفوّقات وتوظّف أخريات بسبب المعرفة أو «الواسطة»؟
ربما ليس من الصعب أن نجيب على هذه الأسئلة.
لكن الصعب أن ننادي بمستقبل إعلامي يطرد منه الإعلاميات المتخصصات ولا يهتم فيه بتدريب المهنيات؟!
ما الذي سيستفيده المجتمع من تخريج دفعات لمتخصصات في الإعلام ما دام أنه غير مهيأ لإشراكهن في تنمية المجتمع؟ هذه التهيئة التي تعود بنا إلى أساس مشكلة نوعية الوظائف لدينا من جهة ومشكلة دونية النظرة إلى إمكانات المرأة من جهة أخرى.
ألا يكفي الإعلامية تهميشها كمهنية حتى تعاني من تهميشها كمتخصصة في الإعلام؟
في تاريخ الإعلاميات في الغرب والشرق جهود للحصول على حقوق المرأة وأبحاث ودراسات لتمكينها في الإعلام كمهنة مؤثّرة في المجتمع، ونحن توقف التاريخ بنا عند مجد قديم صنعته رائدات في الإعلام، وحين فتحت الجامعات أبوابها لتدرس المرأة أقفلتها من جديد فمن المسؤول؟