رقية الهويريني
حينما كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أميراً للرياض؛ كان الناس يرددون مقولة مشهورة مفادها (ما يردني إلا باب سلمان)؛ إشارة إلى أخذ الحق من الظالم ورده للمظلوم!
وبعد أن تولى - حفظه الله- الحكم استمرت ذات السياسة ولكن على مستوى الوطن! ويتمثَّل ذلك بصدور قرارات حازمة وسريعة بإعفاء وزراء ومن في حكمهم بما يشبه الفصل سواء لتقصيرهم أو اعتدائهم على بعض المواطنين قولاً أو فعلاً، مما يعطي انطباعاً ويدلّلُ على العزيمة في القضاء على العنصرية والقصور والفساد بكل أشكاله.
ولعل السرعة والمضي في هذا الشأن هو ما يميز هذه الفترة الملكية، فضلاً عن أن المواطن أصبح شريكاً فعَّالاً في محاربة الخطأ من خلال ما تقوم به قنوات التواصل الاجتماعي بدور الرقيب والراصد لتصرفات المتنفذين، ولكل ما يدور بين المواطن والمسؤول الذي يعتقد أنه بعيد عن عين القيادة التي أثبتت أنها لم تغفل ولم تتوانَ عن دورها ومسؤوليتها العظيمة.
والحق أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد انتصر لكرامة المواطن والوافد بإصداره أمراً يقضي بإعفاء رئيس المراسم الملكية من منصبه عقب تصرفه السلبي مع المصوّر الصحافي خلال استقبال الملك سلمان لملك المغرب. وهذا الإعفاء السريع يؤكِّد على مدى أهمية حرية الصحافة والعمل الإعلامي في عهده حفظه الله.
ورغم ضخامة منصب أحد الوزراء، وكذلك مركز رئيس المراسم الملكية؛ إلا أنهما لم يعفياهما من الغضب الملكي، حيث تسبب تصرفهما غير المناسب في إعفائهما من منصبيهما بعد ساعات قليلة من تداول المشاهد التي أظهرت تعاملهما السلبي والمستهتر بالآخرين.
ولا شك أن الانتصار العادل للمصور الصحفي الذي صفعه المتنفذ الكبير، مما أدى لإعفائه هو انتصار للصحافة والإعلام، وتأكيد لمكانة الإعلاميين لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز، فضلاً عن أن الأمر الملكي الحازم يؤكّد أن القانون فوق أي شخص دون حصانة، وأنه طالما يعمل بوظيفته فهو تحت طائلة المحاسبة في حال صدر منه ما يؤثّر على مكانة الوطن وكرامة المواطن.
إن تلك القرارات الحازمة والحاسمة ستحفظ منزلة الحكومة وترسخ هيبتها؛ فهي بالأصل قد أوجدت لخدمة الشعب كما يؤكّد القادة ذلك في كل مناسبة.