فهد بن جليد
من الأخبار الطريفة والمُحزنة هذا الأسبوع، أن إذاعة (أمن FM) الأردنية، وهي إذاعة تعنى بحمل رسالة إعلامية هادفة، لتعزيز مفهوم الأمن الشامل، عبر برامجها المباشرة، تلقت (اتصالاً هاتفياً) صباح يوم الأربعاء الماضي، يفيد صاحبه أن هناك سيارة تتوقف أمام إحدى المدارس في بلدة (دير علا)، ويقوم سائقها ببيع (الخمر) للطلبة (بالكأس)، بأسعار رخيصة ومخفضة!
هل رأيتم كيف أن بائع الخمر - قاتله الله - ابتكر حيلة جديدة لتصريف بضاعته (بالقطاعي) على الطلاب؟ وبأسعار مناسبة لدخلهم، ومقدرتهم المالية؟!
هذه دلالة على أن هؤلاء المجرمين من مروّجي (الخمور والمخدرات) في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، يحاولون إفساد عقول شبابنا بأي طريقة؟!
في الأيام المُقبلة سنشهد اختبارات نهاية العام الدراسي، مما يجعل أبناءنا وبناتنا في مرمى (شباك وحبائل) مثل هؤلاء، الذين لديهم استعداد لترويج (المخدرات والمنبهات والمنشطات) على المراهقين، وإقناعهم بالقدرة على الحصول عليها بأسعار رخيصة أيضاً - كما رأينا في النموذج السابق - وبعد أن يتورّط المراهق، يجد نفسه حبيساً، وأسيراً لأطماع هؤلاء!
عشرات القصص تُروى، حول وجود من يشتبه في أنهم يروِّجون المخدرات والخمور على صغار السن، مع ابتعاد الوالدين، وغياب القدوة، وضعف الرقابة والاهتمام من المدرسة، والتوعية من وسائل الإعلام، وسلبية المُحيط الذي تقع عليه (مسؤولية) الانتباه، والتبليغ عن مثل هذه الخفافيش، التي تعيش وتعشش، في الظلام والخفاء لبث سمومها!
فهل نحن نُمارس بالفعل (سلبية مُحزنة) في مثل هذه القضايا؟ ولا نعرف دورنا الحقيقي في حماية المجتمع، وكأننا - غير معنيين - بما نشاهده، ونرصده من حولنا؟!
أعتقد أن ضعف دور (وسائل الإعلام) في التوعية له دور في ذلك، مما يتطلب التفكير في إنشاء إذاعة (أمن FM) - شبيهة بتلك التي في القصة أعلاه - لتكون منصة إعلامية محلية، مُتخصصة وموثوقة، لتجسد العلاقة (التكاملية) بين المواطن وجهاز الأمن (طوال الوقت)!
وعلى دروب الخير نلتقي.