الجزيرة - سفر السالم:
أكَّد وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني أن هناك فريقاً من الوزارة يعمل على وضع حلول لمشاكل استقدام العمالة المنزلية، مؤكّداً في تغريدة له على حسابه الشخصي بـ»تويتر» أن الوزارة تسعى لتجاوز تحديات العمالة المنزلية. وأضاف أنه في ضوء ملاحظاتكم سيتم العمل على وضع الحلول التي ستنهي بمشيئة الله أية عوائق مستقبلاً في الاستقدام. وتفاعل الوزير مع مغرّدين في «تويتر» عندما أطلقوا هاشتاق عن مشاكل العمالة المنزلية، بعد أن لاحظوا عدم وجود أي بوادر لانفراج تلك الأزمة التي تؤرِّق الأسر منذ سنوات وتزيد خلال دخول شهر رمضان المبارك، وطالب المغردون الوزارة بالتدخل لتنظيم وخفض تكاليف الاستقدام، وكذلك فترة الانتظار التي تصل إلى أكثر من 12 شهراً.
من جانبه، أوضح عضو لجنة الاستقدام بغرفة جدة يحيى آل مقبول في تصريح سابق، أن تفاوت فترات الاستقدام من مكتب لآخر بالمملكة ما بين4 إلى12شهراً بسبب المواعيد الطويلة التي تتطلبها عملية انتهاء إجراءات المعاملات في الفلبين والدول الأخرى. وأشار إلى أن العقود الجديدة لاستقدام العمالة المنزلية تنص على 210 أيام كحد أقصى لوصولها للمملكة، مبيّناً أن الإجراءات الطويلة والمعقدة تدفع المكاتب لزيادة سقف المدة، مبيّناً أن تقييم الوزارة للمكاتب عبر موقع «مساند» يعتمد على أمور عدة ومنها تكاليف الاستقدام ومدة الاستقدام للعمالة وقلة الشكاوى الواردة للوزارة على أي مكتب استقدام. وأوضح أن معظم الاتفاقيات التي وقَّعتها الوزارة خلال العامين الأخيرين لم تكن منصفة للمواطنين أو مكاتب الاستقدام، لافتاً إلى أن العمالة المنزلية في مانيلا بعد وصول العقود للمكاتب تجد أحياناً الخادمة مريضة أو حامل ويتم إعادة العملية من البداية في الاختيار من جديد. وكانت وزارة العمل قد بدأت إصدار تأشيرات استقدام العمالة المنزلية البنغلاديشية مطلع رجب الجاري وذلك بعد استيفاء العمالة المُرشحة للعمل في المملكة جميع الشروط والمتطلبات.
من جانبهم قال مواطنون لـ»الجزيرة» إن أزمة العمالة المنزلية ليست وليدة اليوم ولن تحل بهذه الطريقة فهناك عوائق من لجان الاستقدام تزيد من تعقيد هذا الملف، مؤكّدين أنه على الرغم من الاتفاقيات التي تبرم إلا أنها حبر على ورق ولا نشاهد أية نتائج لها على أرض الواقع. وقال عبدالله العتيبي إن مشكلة العمالة المنزلية تؤرِّق كل الأسر وخاصة مع دخول رمضان، فالكثير من المواطنين يقومون هذه الأيام بحجز عاملات منزليات مخالفة لنظام الإقامة وبأسعار تفوق الخيال، مشيراً إلى أن أسعار الخادمة في رمضان تتجاوز الـ5 آلاف ريال ولا تجيد أي فن من فنون العمل المنزلي، ولكن الحاجة تجبر الناس على اقتناء واستعارة أولئك الخادمات غير النظاميات. ويضيف العتيبي: نسمع بين فترة وأخرى أن هناك عقوداً تبرم واتفاقيات مع دول مصدرة للعمالة المنزلية ولكننا ننصدم بواقع مر يجعلنا نكتشف أن تلك العقود هشة وليست مبنية على أسس قوية تحفظ حقوقنا، حيث يلاحظ أن التقديم على عاملة منزلية يتجاوز العام وبأسعار تفوق الخيال.
أما المواطن ناصر القحطاني فيشير إلى أن الشركات ورغم أن لها قرابة ثلاث سنوات في السوق إلا أنها لم تحل الأزمة، بل عقدتها أكثر ورفعت من أسعار ورواتب الخادمات، مشيراً إلى أن الخاسر الأكبر المواطن الذي يضطر إلى دفع مبالغ كبيرة وربما يضع الديون عليه جراء هذه الخادمة والتي تصل بعد معاناة وربما تعود لبلادها دون الاستفادة منها.