سعد السعود
لم يبق للشبابيين هذه الأيام سوى التمسك بحبال الأمل بعدما أثخن جسد فريقهم الألم.. فبعد أن تبخر الدوري وضاع كأس سمو ولي العهد وأصبحت بطولة كأس الملك بهذا الأداء أشبه بالمستحيل وأضحى الطريق للنسخة القادمة من كأس آسيا للأندية مسدوداً ويحتاج لمعجزة للمرور إليها.
مع هكذا أبواب مغلقة.. ومنجزات معدومة.. وإخفاقات متتالية.. وصدمات متتابعة.. لم يعد لدى الليث من أمل لعله يحفظ ماء وجهه وإعادة الحياة لجسده وإنعاش نبضه سوى صحوة على حساب العين.. وإرمادها في الملعب.. ونفض غبار المركز الأخير وهو المركز الذي لا يليق بالليث ولا يرضي محبيه.. عدا ذلك.. فلم يعد هناك ما يقال.. فقد جفت الأقلام من الملام.. وسأمت الحروف من التعلل بالظروف.. ونضب الحبر ولم يعد من مطبب لدى العاشق سوى الصبر.
ولذا فبارقة سحابة في سماء الشباب الجافة من أي بوادر بطولة.. ستكون على الأقل من يبعث وميض أمل بعد أن بهت بريق الليث وخفت سطوعه.. ولا أظن من فرصة أجمل من يوم الأربعاء.. ليعيد الشباب صياغة المشهد في نفوس محبيه ويوقف عرض مسرحية البؤساء.
فهل تهيئ الإدارة اللاعبين لهذا الاستحقاق وهي من فشلت في الكثير من الأوراق؟ وهل يصحو اللاعبون من السبات بعدما حولوا جسد الليث لمريض قريب من الممات؟ وهل بعد غياب نايف الهداف يظهر لنا أنطوي في أصعب منعطف ويثبت أنه لاعب مكسب وليس كما يردد الكثيرون بأنه مقلب؟ وهل يعيد أوال ما قدمه في لقاء العين بالذهاب لينسينا ما يقدمه هذه الأيام من هزال ويكون سداً منيعاً في الإياب؟.. أسئلة كثيرة يمر طيفها على البال.. وأجوبة ينتظرها المحب لعلها تعدل الحال.. فهل يكون الأربعاء حلقة أولى في العودة للإبداع أم يواصل الفريق مسلسل الضياع؟
الهلال وتأكيد العودة !
عاد الهلال رغم رحيل رئيسه وهو من كان يضخ الملايين وبعدما استبدل مدربه.. عاد ليقدم لوحةً غاية في الجمال نثرت الفرح في نفوس محبيه.. ليحصد الفريق في آخر 12 مباراة عشرة انتصارات وتعادلا وخسارة.. فهل أجمل من هكذا عودة؟
ولذا فمن يحاول تصوير رحيل أي رئيس ناد في منتصف الموسم بالكارثة فعليه أن يراقب المشهد الهلالي ومن يقود الزعيم الآن الحميداني نائب الرئيس.. ومن يبرر العثرات بتغيير المدربين فليشاهد دونيس اليوناني وما صنعه للهلال وهو من قدم في أصعب الظروف.. ببساطة هناك من يلعن الظلام وهناك من يوقد شمعة.. وحتماً هناك في طشقند.. سيواصل الهلال المهمة الآسيوية بكل جد.
النصر والفرصة الأخيرة !
في الدوري لازال يواصل التجلي.. يتمسك بالصدارة رغم الضغوط.. ولا يمارس مسيروه خلع عباءة المسئولية عن كواهلهم ورميها على الظروف.. إطلاقاً فمع قوة المنافس.. لازال العالمي صعب المراس.. ولذا فليس مستغرباً ما يقدمه النصر في آخر الجولات.. رغم ما يعانيه الفريق من إصابات.
لكنه في بطولة آسيا ليس بذات الجودة.. فالفريق في المركز الثالث موقعه.. وأعتقد أن موقعة أوزباكستان ستكون الفاصلة في حظوظ الفريق في العودة.. الفوز أو حتى التعادل سيبقى البطاقة مؤجلة حتى الجولة الأخيرة.. وعندها ستكون بالرياض حتماً الفرصة سانحة.
الأهلي وإعلان التأهل !
الأهلي الأكثر حضوراً من فرقنا في القارة.. لم يتجرع بعد الخسارة.. بل هو يعزف منفرداً بالصدارة.. ثماني نقاط محصلة رائعة اقتنصها بكل جدارة.. ولم يعد يحتاج لضمان الصدارة سوى الفوز في جدة وعندها لن ينتظر الجولة الأخيرة بل ستكون أشبه بالاستراحة.
كل ما يخشاه محبو القلعة بأن يلقي الخروج المفاجئ أمام القادسية بظلاله على الفريق.. كما أن غياب السومة المتوقع سيكون مؤثراً وشاهدنا الفريق كيف كان يعاني عندما يغيب من يصنع الفرق.. ننتظر لقاء الغد في الجوهرة مع أهلي الإمارات وأمل محبيه بمواصلة الانتصارات.
خاتمة
أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل