سعد الدوسري
نسمع ونقرأ مؤخراً تصريحات لبعض رؤوساء مجالس الإدارات، بأنهم قدموا كل ما لديهم، وأنه حان الوقت لكي تستلم الدماءُ الجديدة الرايةَ عنهم. ومثل هذا التوجه شهدناه في العديد من خيارات الدولة في انتقاء مسؤوليها الجدد، بمعنى أن القطاع الخاص بدأ يستشعر ظاهرة استمرار المتقدمين في العمر في المناصب القيادية، على حساب الكفاءات الشابة، مما يجعل المعادلة مقلوبة، خاصة في مجتمع يشكّل الشباب فيه ما نسبته 67 %.
لقد صار لزاماً اليوم على المؤسسات الحكومية والأهلية كافة، أن تضع الجيل الشاب على رأس قائمة الخيارات المصيرية لها، وليكن ذوو الخبرات في مكانهم الطبيعي، في الخانة الاستشارية التي تشارك برأيها في الخطط الاستراتيجية. ليس من المنطقي أبداً، أن يظل هؤلاء الكهول والشيوخ سادة للمشهد الإداري في كل القطاعات، يحتكرون القرارات ويتصدون للتغييرات ويقفون حجر عثرة أمام كل صوت شاب أو طاقة شابة، من منطلقٍ عفا عليه الزمن، وهو «الاندفاع وافتقار الخبرة»!!
إننا لو عدنا بالزمن إلى الوراء، واستعرضنا قصص هؤلاء الذين عمّروا في الأجهزة الحكومية والمؤسسات الأهلية، لوجدنا أنهم قد منحوا فرصاً ثمينة في شبابهم، ولولا الله ثم مَنْ منحهم هذه الفرص، لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه. ولو أنَّ القياسات طبيعية، لكان دعمهم للشباب أولوية قصوى من أولوياتهم، لكن الذي يحدث العكس، فمجرد مفردة «شباب»، تثير لديهم حساسية مفرطة، وتتسبب في حرقة شديدة في أجسادهم وأدمغتهم.