جاسر عبد العزيز الجاسر
ليس رداً على المواقف العدائية لنظام ملالي طهران، بل لأن نصرة المستضعفين والوقوف مع الشعوب المظلومة يفرض مساندة الشعوب الإيرانية التي تنتفض بين الحين والآخر لرفض الظلم والقمع الذي تمارسه سلطات نظام ولاية الفقيه في إيران والتي ابتدعت نظاماً قمعياً لا مثيل له يحمل اسم (الباسيج) في اللغة الفارسية وترجمته بالعربية التعبئة، أو الحشد، ومنه استنسخ الطائفيون العراقيون نظام الحشد الشيعي الذي يُراد به أن يكون جهازاً قمعياً يعزِّز حكم الطائفيين في العراق.
نعود لإيران التي سلَّط فيها نظام ولاية الفقيه العديد من الأجهزة القمعية لإرهاب الشعوب الإيرانية من عرب الأحواز إلى أكراد كردستان والبلوش في بولشستان والآذريين في أذربيجان الشرقية والغربية وغيرها من المناطق الإيرانية بما فيها هضبة فارس، حيث تحاصر الأجهزة القمعية التابعة للنظام كل من يعيش داخل إيران، فبالإضافة إلى عناصر الباسيج التي تتعدى أربعة ملايين، وهم من المتعصبين والمأدلجين طائفياً، فهناك قوات الحرس الثوري، وهو تنظيم عسكري موازٍ للجيش له أذرع اقتصادية وسياسية وأجهزة مخابرات وأقسام أمنية وشرطية، أما تفرعاته العسكرية فتضم أسلحة متنوِّعة من سلاح المشاة إلى البحرية والقوات الجوية والصواريخ، ويعتقد الخبراء الإستراتيجيون أن الحرس الثوري الإيراني يفوق عدةً وعدداً الجيش الإيراني الرسمي الذي يتوارى خلف الحرس الثوري سواء في اتخاذ القرارات العسكرية أو الإمساك بزمام الدفاع والأمن القومي، كما أن قادة الحرس الثوري يشاركون في صنع السياسة الداخلية والخارجية.
بعد هذين الجهازين القمعيين تأتي الأجهزة الأمنية والشرطية التي ولكي تثبت جدارتها وضرورة وجودها تزايد على الأجهزة الأخرى ولذلك تمارس شتى أنواع القمع والترهيب خاصة ضد أبناء الشعوب الإيرانية غير الفارسية، وهو يحصل يومياً في مدن الأحواز العربية وبلوشستان وكردستان التي تشهد العديد من عمليات الإعدام بعد محاكمات صورية حتى أصبحت المشانق من المعالم البارزة في تلك المدن.
أما آخر ما تشهده المحافظات والمدن الإيرانية فهي حملات القمع والتنكيل التي تمارس ضد المعلمين في المدارس الإيرانية، وهناك فرق بين المعلم الفارسي أو الكردي أو العربي وحتى البلوشي إن وجدت هذه القوميات في سلك التدريس الذي يعتمد على العنصر الفارسي الذي احتج أبناؤه على ما يحصل عليه المعلم من أجر زهيد يقل كثيراً عن المخصص لعناصر الباسيج وجنود الأمن، بل أقل مما يمنح لمرتزقة إيران في المليشيات الطائفية التي تقاتل العرب في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
انتفاضة المعلمين في إيران وثورة أبناء الأحواز العربية والثورات المندلعة في كردستان وبلوشستان وأذربيجان الغربية، جميعها تستحق الدعم والمساندة ليس رداً على تدخلات نظام ملالي إيران في شؤوننا الداخلية، بل دعماً للحق وللشعوب المستضعفة التي ابتليت بحكام من شاكلة أيتام خميني وتلاميذ ولي الفقيه.