جاسر عبد العزيز الجاسر
يجب أن نميّز علاقاتنا مع الشعوب التي وقفت مع الحق والشرعية في اليمن والذي من أجله شنت المملكة العربية السعودية والدول العربية التسع المتحالفة معها، وتلك الدول والمجتمعات التي تتلقى الأوامر والإملاءات من خارج الوطن العربي.
الحق واضح والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية الحقيقية لا يحتاج إلى جهد لتميز الذين يقفون مع الحق والذين يتميزون بانتمائهم العربي وتمسكهم الإسلامي الحقيقي غير المزيف، وهؤلاء هم الذين يجب الوقوف معهم ودعمهم سياسياً واقتصادياً وحتى عسكرياً؛ أما أولئك الذين يخضعون لتوجيهات ملالي طهران فعليهم تحمّل مسؤولياتهم.. وبما أنهم اختاروا الجانب المعادي للعرب وللمسلمين الحقيقيين فهم مسؤولون عن أفعالهم، وعلينا أن نختار من يستحق دعمنا ومساعداتنا التي فاقت في الماضي ما كنا نقدمه حتى لأهلنا، مَن كنا ندفع حتى أقساط المدارس التي تدرس أبناءهم في بلادهم ونشتري لهم الأسلحة ونبني ما تهدمه إسرائيل جراء المغامرات العسكرية غير المدروسة لحزب إيران في ذلك البلد.
هذا البلد الذي قدمت له مليارات الدولارات، ماذا حصدنا منه غير الشتائم والمواقف الضبابية والمائعة حتى من الجهات الرسمية والحكومية. المليارات من الدولارات التي قدمت لهذا البلد لو قدم نصفها لبلد عربي كالأردن لكنا قد حصدنا قطراً عربياً يعزز القوة العربية، وليس قطراً يبيع لنا الكلام والمواقف المائعة.. في حين يحتضن الأحزاب والمليشيات التي تكيد للعرب ولبلدنا ولدول الخليج العربية التي كان لها وما زال الفضل في بقاء اقتصاد ذلك البلد متماسكاً حتى الآن.. ومن يصرخون ويوجهون الشتائم لنا يومياً يعرفون أن السعودية ودول الخليج العربية إذ ما سحبت أرصدتهم وأغلقت حدودها في وجوه من يعملون في بلداننا لتراجع بلدهم، وعرف قيمة وقوف السعودية ودول الخليج العربية إلى جانب لبنان.
هذه البلدان التي تشتم من قبل الملا حسن نصرالله والجوقة الإيرانية التي أخذت تستشعر القلق من أن تجرفها عاصفة الحزم التي وإن اقتصر هبوبها على اليمن حتى الآن، إلا أن المتغيرات الإستراتيجية بدأت تفرض تأثيراتها على الواقع السياسي والإستراتيجي للمنطقة العربية، وأنها ستكون مدخلاً لتحركات عربية أخرى لإصلاح الواقع المعوج الذي أوجده عملاء إيران في المنطقة؛ وإذا كانت عاصفة الحزم هي البداية فإنها ستتبعها (عواصف) أخرى لإزاحة عملاء إيران من أمثال الملا حسن نصرالله في لبنان ونوري المالكي وهادي العامري والمليشيات الطائفية في العراق وبشار الأسد وشبيحته؛ لمواجهة نفس مصير الحوثيين في اليمن ورئيسها المعزول علي صالح، الذي انحاز لأعداء العرب فكان مصيره الركل من الشعب اليمني.