جاسر عبد العزيز الجاسر
بدلاً من أن يحل مشكلات بلاده، وينجز ما جاء من أجله، وهو تحقيق الوفاق الوطني بين مكونات الشعب العراقي، ويلبي طلبات العشائر العربية في محافظة الأنبار التي تكاد تسقط كاملة في يد تنظيم داعش بعد تكرار انسحاب قوات الجيش العراقي والشرطة من أطراف مدينة الرمادي وترك أسلحتهم ليغنمها تنظيم داعش، ورفض بغداد الاستجابة لطلبات أبناء العشائر العربية في الأنبار بتزويدهم بسلاح يتناسب مع ما تمتلكه عناصر داعش، بدلاً من ذلك كله انضم حيدر العبادي إلى جوقة نظام ملالي طهران، فبعد حسن نصر الله، وعملاء إيران في بغداد ودمشق وبيروت، ظهر العبادي الذي عجز عن تحقيق توافق بين العراقيين بعد أن خضع لإملآت إيران وقياداتها الأمنية والمذهبية، فالعبادي الذي يظهر بوجه خضع لعملية تجميل لإخفاء الوجه القبيح للحكم الطائفي في العراق الذي مارسه نوري المالكي ثماني سنوات، يمارسه العبادي بتورية عُرف بها الطائفيون من كوادر جماعة «دولة القانون» التي ينتمي إليها كل من نوري المالكي وحيدر العبادي.
العبادي جاء لرئاسة الحكومة ليصلح العلاقة بين المكونات العراقية، إلا أنه حضر ومعه مليشيات الحشد الشعبي، الذي هو تجميع للمليشيات الشيعية التي أنيطت بها مهمة تطهير المناطق التي يشكل السنة العرب الأكثرية فيها، وتهجير أهلها وإحلال أسر تستقدم من الجنوب، هكذا فعلوا في قرى ومدن محافظة ديالى، والآن يمارسون الفعل العنصري نفسه في محافظة صلاح الدين، وهو ما ينتظر مدن محافظتي نينوى والأنبار، ولذلك فإن حيدر العبادي يتلكأ هو وحكومته في تزويد أبناء العشائر العربية بالسلاح للدفاع عن المحافظتين والمساهمة في تخليصهما من داعش، مع الإصرار على مشاركة مليشيات الحشد الشيعي الذي تنحصر مهمتهم في تنفيذ مخطط التغيير الديمغرافي الذي يشرف عليه جنرال الإرهاب هادي العامري.
إذن فحيدر العبادي مثل نوري المالكي وإن خضع لعملية تجميل، فالأدوار الطائفية نفسها التي كان ينفذها المالكي بتوجيه من نظام ملالي طهران وبإشراف الخبراء الإيرانيين ينفذها العبادي وبوجود قاسم سليمان، وهو ما اتضح في العمليات العسكرية التي جرت لمواجهة تنظيم داعش في ديالى وصلاح الدين التي تمت بإدارة إيرانية، وهو ما أثار غضب ورفض واشمئزاز العراقيين وبالذات العرب السنة.
وحيدر العبادي الذي حضر في واشنطن ومعه كل القيادات العسكرية كوزير الدفاع ووزير الأمن الوطني لبحث مساعدة الأمركيين في دعم القوات العرافية في مواجهة تنظيم داعش، وبدلاً من أن يركز في مباحثاته مع الأمريكيين لتحقيق الهدف الذي من أجله ترك العراق وهو يخوض واحدة من أهم المعارك، نراه يزج بلاده في قضية أخرى وينحاز إلى معسكر أعداء العرب ونظام ملالي إيران الذين أرادوا تحويل اليمن إلى مستوطنة من مستوطنات ولي الفقيه كالمستوطنات التي أقاموها في العراق وسوريا ولبنان.
الحيدر يشيد بدور إيران التي تعمل على البدء في مفاوضات لوقف المعارك في اليمن، ويزعم أنه من الصعب للسعودية وقف «هجومها» في اليمن.
هذا الموقف الذي قوبل بانتقاد ورفض من الدولة المضيفة «أمريكا» وحتى المرافقين للعبادي في زيارته الحالية لواشنطن ليسقط «ورقة التوت» عن العبادي ويظهره على حقيقته كوجه خضع للتجميل بدلاً من نوري المالكي.