د. محمد عبدالله العوين
في الوقت الذي أكد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد اجتماعه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة موقف مصر من عاصفة «الحزم» ومشروعية تدخل الائتلاف العربي لإنقاذ اليمن من هيمنة الحركة الحوثية على السلطة وإعادة الرئيس الشرعي المنتخب، والحيلولة دون اختطاف اليمن من بيئته العربية وارتمائه في الحضن الإيراني وما يشكل ذلك لو تم من تهديد خطير للمنطقة العربية كلها؛ والتزام مصر بالدفاع عن أمن المملكة ودول الخليج وحماية باب المندب، في هذه الظروف السياسية الحرجة وأمام ما يشكل نشوء دويلة عميلة لإيران في جنوب الجزيرة العربية تتسق مع الدول التي هيمنت عليها إيران في شمال المنطقة العربية من خطر داهم؛ يثير البلبلة والشك من الموقف الرسمي نفر رخيص من الإعلاميين المصريين المشحونين بأحمال ثقيلة من الأفكار السلبية المسبقة عن المملكة!
فقد اندلقت ألسن السوء بما تكنه صدور بعضهم من مشاعر سوداء تجاه بلادنا وقيادتنا، متناسين ما قدمته المملكة وما تقدمه من دعم ليس له حدود لمصر العزيزة؛ كي تستعيد عافيتها وتخرج من المأزق الاقتصادي ومن حالة الارتباك التي أوقعها فيها الخريف العربي الماحق، ومتجاهلين وقفة المملكة مع قيادة مصر الجديدة برئاسة عبد الفتاح السيسي بعد ثورة التصحيح في 30 من يونيو 2013م واعترافها بالقيادة الجديدة كأول دولة ومنذ الساعات الأولى وتضامنهما معا؛ لإفشال موجات رد الفعل المعارضة التي لا تزال - مع الأسف - تتفجر هنا أو هناك بيد المأجورين والخونة من الجماعات التكفيرية ومن ينضوي تحت لوائها من تنظيمات منحرفة.
فهذا الإعلامي إبراهيم عيسى النسخة المقلدة المضروبة من لاري كنج لا يتورع عبر برنامجه الذي يبث من قناة «أون تي في» من رمي كل التهم الظالمة على بلادنا وتشويه غايات عاصفة الحزم ونفي ارتباط الحوثيين بإيران؛ متجاهلا عن عمد الحقائق الناصعة التي تكشف تحامله المشين وجهله المطبق بالحالة الفكرية للجماعات التكفيرية ومن أين نشأت وكيف تكونت وما هي خارطتها الآن وكيف ألحقت ببلادنا أذى كبيرا، ثم كيف قاومت بلادنا هذا الفكر وحاصرته حتى أوشك أتباعه على الانقراض وسعى كثيرون منهم إلى الفرار خارج المملكة، لقد تخلى هذا الإعلامي الرخيص بدافع من مشاعر سلبية مسبقة تجاه بلادنا عن انتمائه إلى محيطه وحضارته العربية والإسلامية ورضي بأن يعرض المنطقة العربية ومن ضمنها مصر بطبيعة الحال وليس المملكة فحسب إلى ما وصفه الرئيس السيسي الذي يعي ويدرك أبعاد هذه المرحلة بأنها «أمة في خطر» ولكن الصغار في انتمائهم والموتورين في مشاعرهم والحقراء في وعيهم والرخيصين في ضمائرهم لا يمكن أن يكونوا أبدا في المستوى الذي يجب أن يكونوا عليه حين تلم بالأمة الأزمات وتحيق بها الكوارث؛ فلا مثل هذا البوق الناعق المأجور يمكن أن يمثل أمة ولا ساعيا إلى لم صف أو وحدة موقف أو تقريب مساع وتطبيب جراح؛ بل إن مثل إبراهيم عيسى ومن لف لفه كالنابح الآخر يوسف الحسيني أو توفيق عكاشة وغيرهما من المحتقنين والمختنقين بمكنوناتهم النفسية المريضة عن المملكة؛ مثل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا إلا أعوان شر وأدلاء أبالسة؛ حين تكشر الذئاب عن أنيابها وتتفجر الأرض عن رؤوس الشياطين الدفينة!
إن موقف الرسمي الواضح والمشرف من المملكة يجب أن تدعمه مواقف أخرى مماثلة على كل المستويات الإعلامية والنقابية وغيرها؛ بحيث لا يحدث تضارب أو تضاد مع موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية المشرف الذي هو محل تقدير الشعب السعودي وترحيبه.