عروبه المنيف
لقد أصبح الشعب السعودي هذه الأيام بحاجة إلى منظم خاص لهرموناته من أجل تنظيم ذبذبات دماغه وتشتته الذهني الذي ابتلي به.
فتارةً يرتفع لديه هرمون السيراتونين لقراءته خبراً يفرح القلب ويجعله متفائلاً بالقيادات الجديدة، وتارةً أخرى يقرأ خبراً جديداً يتناقض مع الخبر الأول فينخفض لديه هرمون السيراتونين ويبدأ هرمون الكورتيزون بالارتفاع فيتشتت الذهن ويزداد التوتر والإحباط والإجهاد، وينخفض لديه إفراز هرمون الميلاتونين ليلاً فيصاب بالأرق، وتبدأ الحيرة والتساؤل، ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟ ثم يدخل في مرحلة الهذيان ومن ثم الاكتئاب.
لقد أطلقت مصلحة الإحصاءات العامة التابعة لوزارة الاقتصاد تصريحاً إعلامياً يوضح بأن نسبة البطالة في المملكة لهذا العام تساوي 11.7 % ليخرج إلينا بعد أيام وزير الاقتصاد بتصريح آخر يوضح أن نسبة البطالة لا تتجاوز الـ 6 % مع ملاحظة عظم الفارق بين النسبتين (الضعف تقريباً).
ولا يخفى على الجميع أن النسب المتعلقة بالبطالة من النسب التي تحظى باهتمام شديد لدى القيادة العليا والمواطنين لتداعياتها العظيمة على الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدولة.
تصريح آخر أطلقته جهة حكومية أخرى ومن قبل قيادتان على قمة الهرم الإداري فيها، فَقَد صرحت منذ أيام نائب وزير التعليم الأستاذة نورة الفايز بأن رياضة البنات ستكون إلزامية وستبدأ حال الانتهاء من التجهيزات الخاصة بها في المدارس، ليخرج إلينا بعدها بيومين وزير التعليم ويصرح بعدم إلزامية رياضة البنات في المدارس، وتتداعى بعدها التهكمات في وسائط التواصل الاجتماعي.
وزاره ثالثة تتضارب تصريحاتها وإحصائياتها بشكل لافت، على سبيل المثال، نسبة مرضى السكر في المملكة، تارةً يطلقون تصريحاً يؤكد بأن تلك النسبة تقارب الـ14 % أي أن ثلث السكان يعاني من مرض السكر، ليطلق تصريحاً آخر يؤكد أيضاً أن النسبة لا تتعدى الـ30 %! ولنفس السنة!.
إن احترافية العمل الإداري تتطلب التنسيق بين جميع العاملين، حيث يجب ألا يسمح لتلك التصريحات المتضاربة بأن تطلق ليشمل الضرر القياديون أنفسهم فتهتز صورهم أمام العامة وبنفس الوقت يتم التلاعب بمشاعرنا وعقولنا فتكون تلك الجهات مسؤولة مسؤولية مباشرة عن لخبطة الجهاز الهرموني في أجسامنا وإصابتنا بالأمراض النفسية والعصبية.