عروبة المنيف
لم يتمادى الإرهابيون الداعشيون ويفعلوا افعالهم المخزية بكل المقاييس من تحد للعالم ولجميع الدول المتحالفة ضدهم إلا نتيجة اطمئنانهم بأن دول التحالف الدولي غير صارمة في القضاء عليهم، فلا إستراتيجية واضحة ولا خططاً بائنة تترجم إلى واقع يومي وبشكل مكثف ومدروس.
إن ممارساتهم الوحشية المتمثلة في القتل والإعدامات والتي ينفذونها على الملأ تحدياً للعالم تجعل الجميع متيقناً بأن حرباً عالمية ثالثة ضد هذا التنظيم يجب أن يدق ناقوسها، وإن حرباً بهذه القوة والزخم تعني حرباً ضد هذا الفكر الإرهابي التكفيري الوحشي برمته وضد من يحتضنه ولا سيما ان العالم بأسره اصبح يعاني من ويلاته وجرائمه.
انها رسالة عالمية لجميع التنظيمات الإرهابية الدموية والفرق المارقة الخارجة عن القانون الدولي والعرف الإنساني، هي رسالة تتضمن تأكيدات بأن العالم برمته لن يسكت على تلك الممارسات والأعمال الهمجية التي تدمر كل ما بنته الإنسانية على مر العصور من قيم انسانية تحترم الانسان والقانون الدولي.
لقد بات الحشد العسكري العالمي (الجوي والبري والبحري) ضرورياً وذلك لوصول الورم الخبيث الداعشي في الجسد العالمي إلى مرحلة مستعصية تتوجب اللجوء إلى جراحة دقيقة لاستئصاله، فهو ينخر في الجسد العالمي كله وليس في الجسد العربي فحسب، فالأسرى الأمريكان والأوروبيون واليابانيون وغيرهم ينحرون ويقتلون بأبشع الأساليب الهمجية التي لا يرتضيها دين ولا أخلاق ولا عرف، لقد توغلت الضربات الإرهابية الداعشية في قلب العواصم العالمية، ولا يخفى علينا أيضاً تهديداتهم الأخيرة التي تضمنت تهديدات للسياح في المدن العربية كبيروت وشرم الشيخ وعمان وذلك بهدف الضغط على حكوماتهم للانسحاب من التحالف.
إن مقتل الرهينة الأردني معاذ الكساسبة على أيديهم وبطريقة همجية وحشية يقتضي أن يصبح ذلك مؤشراً لاستيفاظ الضمير العالمي وزيادة الوعي الكوني والتيقن بأن استئصال الورم الخبيث الداعشي من الجسد العالمي بات حتمياً وأن النار التي التهمت جسد معاذ حياً ستأكل جسد العالم بأسره.
الخطوة القادمة تستوجب تحركاً آنياً عالمياً وجاداً ومن خلال مجلس الأمن، فهي في الظروف الحالية اصبحت ضرورة ملحة من اجل وضع استراتيجية حربية (برية وبحرية وجوية) تضرب التنظيم في جحوره وقواعده وتسحقه سحقاً إلى أن يصبح رماداً كما فعل بجسد معاذ، فالتحالف الدولي الذي دام لبضعة أشهر لم يستطع من خلال ضرباته (الجوية فقط) أن يقضي على التنظيم بل على العكس ازداد عنجهية ووحشية وتحدياً، وهذه الحرب لن تستثني أحداً ستمر بدمشق وبغداد والموصل، فالعدو واحد والحلول الدولية السلمية فاقمت الوضع في المنطقة من تهجير وأسر وسبي واغتصاب، انه تنظيم لا يعرف حدوداً، لقد فتح نار جهنم على العالم بأسره بإحراق الطيار معاذ حياً والرد عليه يجب أن يكون بفتح النار عليه واضرامها فيه، فالوحش لا يمكن أن يصبح إنساناً، وقد أثبتت الأحداث أن ذلك التنظيم لا يمكن التنبؤ بحدود وحشيته التي فاقت الخيال الإنساني.