ناهد باشطح
فاصلة:
((العدل والجور لا ينجمان عن الطبيعة بل القانون))
- حكمة عالمية -
في موقع «تويتر» تساءل الأستاذ «سلطان البازعي» عن مدى غرور الصحافيين في مجتمعنا تعليقا على مقال الدكتور «سعود كاتب» في جريدة المدينة المنشور في يوم الأربعاء 4 مارس 2015م والذي يحوي تأكيدا على وجود غرور لدى الصحافيين الغربيين.
وإذا كان الدكتور سعود لم يقل رأيه في الصحافيين الورقيين رأفة بهم، بل أشار إلى غرور صحافيي الإعلام الجديد فقط فليسمح لي أن أخبره أن غرور صحافي الغرب ناتج عن السلطة المعطاة لهم ووعيهم بخطورة تأثيرهم في المجتمع.
أما في مجتمعنا فإن وجد غرور وتعال لدى الصحافيين فإنه ناتج عن قلة الوعي فالمعروف أن هناك علاقة عكسية بين تضخم الأنا والوعي.
إذ أنه في رأيي أن الصحافيين السعوديين مساكين فلا هيئة أو نقابة تظلهم ولا ميثاق شرف إعلامي يجعل مهنتهم مؤثرة في نظر المجتمع، ويعطيهم الطريق الصحيح لممارسة المهنة.
الصحافي السعودي بناؤه هش خاصة في وجود عاملين: الأول: الصحافيون الذين اعتمدوا على موهبتهم دون أي ثقافة مساندة واصطدامه في وجود الإعلام الجديد، والعامل الآخر وجود الصحافي الذي يملك أدوات الإعلام الجديد واستطاع أن يكون مؤثرا في المجتمع بل ومشهورا دون أي تراكم تاريخي في ممارسة المهنة.
في رأي بعض الصحافيين السعوديين تنقصهم الثقة بالنفس سواء ظهرت في قالب تضخم الأنا أو الارتباك المعرفي من خلال أعمالهم المنشورة.
ولن أتحدث عن المرأة الصحافية فهي في مجتمعنا حالة خاصة حيث تحول بعضهن إلى كاتبات رأي في بحث عن تأكيد الذات ولا يمكن لنا إلقاء اللوم عليهن إذ لا يمكن لمهنة دون أساسيات واضحة أن تصنع إنتاجا معرفيا خصبا يغري بالاستمرار فيها إلا في حالة واحدة وهي حالة الشغف بها أما كيف تحدث فالجواب لدى الصحافيين الممارسين للمهنة حتى الآن إذا افترضنا أنهم يمارسون المهنة بدافع الشغف وليس لدوافع أخرى.