فهد بن جليد
الخبر تداولته بعض الصحف، عكاظ نسبت لمصادرها في الهيئة أن (هيئة الرياض) اكتفت بكف يد العضو، وعدم إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام، كما هو المُتبع مع المواطنين الآخرين!.
بالطبع الفيصل في صحة الخبر من عدمه هو (المتحدث الرسمي للهيئة)، والملاحظ أن الهيئة تنتهج هذه الأيام أسلوب (الطناش) مع وسائل الإعلام، ونشر مثل هذا الخبر وتداوله مُزعج في الحالتين، فإن كان الخبر صحيحا فإن الواجب أن يكون هناك إجراءات أكثر شدة، وعقوبة في حق من ينتسب (للهيئة)، ويحظى بثقة الناس، وهو غير كفء لهذا العمل النبيل !.
وإن كان الأمر (غير ما نُشر)، فإن من حق الهيئة الدفاع عنها أمام المجتمع، حتى لا تُشوه صورة الأعضاء والعاملين في الميدان ممن يحتكون بالقضايا وبالناس، وتبقى ثقتنا في جهاز الهيئة ورجال الحسبة كما هي، مع كثرة تداول مثل هذه الأخبار التي يتم التعامل معها بتجاهل (دون نفي) أو (إثبات)!.
برأيي أننا بحاجة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة وغير المُنضبطة حول نظرة المجتمع (لعضو الهيئة)، فهناك من يراه (مُحتسباً) رجل صلاح وإصلاح، لا يُمكن أن يُخطئ، وكل ما يُقال هو تصيد للأخطاء من الإعلام، وبعض المغرضين !.
وعلى النقيض هناك من يكيل (التُهم) جزافاً، ويصف (عضو الهيئة) دون دليل بأنه مُتربص، يتتبع الأخطاء ويضخمها .. الخ من الأحكام المُتناقضة مع ما سبق، مما يجعل الموازين عند البعض (حادة) وغير مُنضبطة بالشكل الصحيح، فلا إفراط في (حب رجل الهيئة) كمُنزه عن الخطأ، ولا يقُبل التعميم بالأحكام من واقع بعض (التجارب الشخصية) التي لا تُمثل جهازاً بأكمله، وهو الرأي المُعتدل الذي نود أن يتحلى به الأغلبية !.
غياب دور المُتحدث الرسمي عن التعليق حول مثل هذه الأخبار يضر بالهيئة، لأن هناك من يتعامل مع الخبر (بتشفي) في نقله وتضخيمه، أو بصدمة عبر التفاني في تكذيبه ونفيه بالمُطلق!.
قول الحقيقة، والقرب من وسائل الإعلام يُنصف ويحمي، وهو ما يحتاجه الجهاز، بينما غياب المعلومة، يزيد من التكهنات والإشاعات، يا رعاكم الله !.
وعلى دروب الخير نلتقي.