شيء محرج جداً عندما يُطلب منك أن تكتب عن شخص يُظن أنك تعرف عنه كل شيء أو بعض شيء بينما أنت - في الواقع - لا تعرف عنه شيئاً.
هذا هو حالي مع أخي وصديقي وزميلي و(رئيسي في نادي جازان الأدبي) سابقاً عندما كنت أحد أعضاء أسرة إدارة هذا النادي.. قد يتهمني البعض بالتنكر أو النكران، ولكن هذا هو الواقع لأني بمقاسات المسافات تفصل بيني وبينه عشرات الأكيال -
...>>>...
هو من القِلَّة التي تحضُر بهدوء، وتتوارى بهدوء، ويكفيها أن تعطي شيئاً، ولا يُهمها أن تنتظر أشياء..!
** هكذا تبدو صورة شيخنا (حجاب)؛ فلم يسحب النادي إلى أضواء الصخب مثلما لم يركنْ به أو معه إلى انطفاء الظلال، ولم يعنهِ أن يقول: هأنذا، كما آخرين، وهو نفسُه الذي سعى لوضع نادي (جازان) في مركز موازٍ لأندية شاء ربابنتُها أن تكون منطلقاً للقول والقيل: كثيره والقليل..!
بادرة طيبة أن يكون الأدباء والمفكرون موضع عناية في حياتهم، فالعادة ألا نزيد على (التأبين) بعد الممات، ومبادرة (الجزيرة) عبر ملحقها المتألق تفتح آفاقاً جديدة في عوالم الأدباء ليسبح فيها من يريدون الوفاء ببعض ما عليهم لزملائهم وأساتذتهم، وكم من أديب كرّم، ولم نعلم بذلك إلا بعد فوات الأوان، وكان بودي لو أعلن عن ذلك في وقت كاف وترك الأمر لمن شاء، وحين حُبب إليّ الحديث عن صديق وزميل لم أجد
...>>>...
بعض من كثيرين سمعتُ بهم فأعجبت بهم وحين عرفتهم تعجبتُ منهم وليتني عرفتهم، كما أتمنى لهم لسبب بسيط هو تناقض أقوالهم مع أفعالهم.. وجه أبيض خادع.. ووجه رمادي مخادع.. تقاطع بين حالتين لا تتفقان..
أما هو (حجاب) فله من اسمه شفافية الصورة.. ونقاء السريرة.. عرفته عن بعدٍ سماعاً.. وعرفته عن قربٍ اجتماعاً.. وجه واحد لا يتلون. ولا يتلوث..
جميل - حد البهجة - هذا المسلك الثقافي الذي ينتهجه القائمون على المجلة الثقافية بجريدة الجزيرة بإصدار الملفات المتخصصة عن الرموز الثقافية والفكرية قبل أن تتحزمهم المنون.
وجميل - حد بياض البياض - هذا الاختيار الموفق للحديث عن الشاعر والأديب والتربوي والمثقف الإنسان (حجاب الحازمي) ذلك أنه اختيار نابع من روح سمحة وعالية فياضة من لدن القائمين على هذا المحلق، ومعرفة بالرجال ومتى يكون
...>>>...
لم يكن من السهل تشكيل الصورة متكاملة للحديث عن الأديب الأستاذ حجاب يحيى الحازمي الأديب المربي التربوي والباحث المؤرخ، والقاص والشاعر بقدر الأثر الثقافي الذي خلفه عبر النادي الأدبي في جازان، ولكن هي خواطر تفاعلية مع إنسان التقيت به في مناسبات ثقافية فرض علي احترام شعوره بالمسؤولية نحو وطنه وأمته عبر الكلمة الجادة التي تنمي تضاريس الزمن الإبداعي مستندة على الجذور ومتفاعلة مع الحاضر
...>>>...
في البدء، سألت نفسي، كيف أستطيع أن أفتش في حنايا الذاكرة عن رحلة التعارف بيني وبين الأستاذ الفاضل حجاب الحازمي؟ لأنني سأحتاج إلى نصف قرن إلا عقداً من الزمن، فقد عرفته بسمعي قبل أكثر من أربعين عاماً، من خلال أخي الأكبر علي الحربي الذي تزامل مع الأستاذ حجاب في دراسته الأولى في المعهد العلمي في صامطة، وكذلك في المرحلة الجامعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وشاء الله أن ألتقي به
...>>>...
يشكل كتاب (لمحات عن الشعر والشعراء في منطقة جازان) لأستاذنا الأديب حجاب الحازمي خلاصة تجربة ثرية عاشها المؤلف مع الأدب والثقافة طيلة أربعين عاماً همّاً وإبداعاً وتأليفاً. ولا نستغرب ذلك فأستاذنا الكبير (الحازمي) ينحدر من سلالة علمية وأدبية كان لها أثرها الكبير في تغذية الثقافة والفكر عبر الحقب السابقة في تاريخ جازان، فلا غرو إذن أن يحمل الهم وأن يواصل المسيرة في الفكر والأدب. فهو إلى كونه
...>>>...
للأستاذ القدير حجاب الحازمي في عنقي يد سلفت ودين قديم لا أستطيع لهما وفاءً، وأذكر له ذلك الفضل الذي أولانيه حينما كنت أتلمس طريقي في الأدب، شعره ونثره، فمد يده إلي، وأحاطني بفضله الذي لست بجاحده.
كان ذلك وقد اشتركت وكوكبة من الأدباء الشبان في المملكة ودول الخليج العربي في مهرجان الجامعات الخليجية للشعر والقصة في مدينة أبها عام 1406هـ، وأذكر أنني كنت، في سنتي الجامعية الأولى، فرحاً بذلك
...>>>...
أكبر أبناء حجاب بن يحيى الحازمي (حسن) الذي ورث من أبيه كل شيء تقريبا. ولذلك أحسب أن الرجل لا يفهم خطابه بكنيته (أبو حسن) على أنه تعريف بقدر ما هو مدح وإطراء، وذلك متمم لدلالة خطابه باسمه الكامل: حجاب بن يحيى الحازمي.
وعند الحديث عن حجاب الحازمي، لا يمكن الانزواء في الحاضر؛ لأن فعل ذلك أشبه بالحكم على الجبل الجليدي مما يظهر أمام العيون دون الغوص تحت الجبل الذي يمتد إلى الأرض أضعاف
...>>>...
يجدر بنا كلما آن لنا أن نكرّم أديبا راحلا أو ما يزال على قيد الحياة.. ونعدد مناقبه الأدبية والاجتماعية في خدمة الوطن والأمة.. أو الإشادة بدور الأندية الأدبية بالمملكة العربية السعودية وما قدمته وتقدمه للأدب والأدباء من خدمات جلّية.. ألا ننسى الترحم والذكر الحسن والدعاء الجم لنصير الأدب والأدباء ورائد فكرة إنشاء الأندية الأدبية (بداية) ودعمها ورعايتها ماديا ومعنويا ومنحها الشخصية
...>>>...
يُعرف الرجال الكبار بما يعطون من أعمال خالدة في سجل الوطن والمجتمع وبشكل مفيد.. وعندما نتحدث اليوم عن أحد رموز الوطن، نجد مسيرة هذا الرمز مضيئة بتعدد الجوانب، ذلك هو الأستاذ الشريف حجاب الحازمي الذي عمل معلماً وإدارياً في التعليم العام في منطقة جازان، وشارك في عمليات التنوير والعطاء الأدبي وترك بصمات مشرقة، وحضر العديد من المؤتمرات الأدبية والفكرية داخل المملكة وخارجها، وترأس رئاسة مجلس
...>>>...
الوالد والمربي والأديب الكبير الأستاذ حجاب يحيى الحازمي لن أتحدث عنه كأديب؛ لأن هناك من سيكفيني في ذلك، ولكني سأتحدث عنه كمربي ومعلم عظيم ترك في نفوسنا أثرا كبيرا أثناء تعلمنا على يديه عندما كان معلما وعندما كان مديرا.. لم نكن نعرف الحوار ولم نكن نعرف الديمقراطية إلا مع هذا المعلم العظيم. لم أشاهده يضرب ولم أر عصا في يده طول أيام دراستي، كانت له طريقته الخاصة في النقد والتوبيخ لا زلنا نتذكرها..
...>>>...
حجاب الحازمي كينونة إنسانية مفعمة بالأصالة، فهو ودود قريب إلى النفس، ولست أسوق هذه الخصال دون معرفة، فقد خبرت الرجل، زرته مرات عديدة في النادي الأدبي في جازان، وصحبته في رحلة بحرية شائقة إلى فرسان، قرأت بعضا مما كتب، استمعت إليه وحاورته، كانت علاقتي الإنسانية به محدودة بحدود زمانية ومكانية، ولكنني تعرفت إلى طريقته في التفكير كشاعر وقاص ومثقف، ولعل ما أسرني فيه شخصيته الإنسانية وأسلوبه
...>>>...
رمز من رموز الحركة الثقافية في منطقة جازان بل في المملكة العربية السعودية. أعطى عصارة فكره وجهده للحرف والكلمة الصادقة وللوطن المعطاء.
أسهم مساهمات كبيرة في إثراء المكتبة الثقافية السعودية بمؤلفات في الشعر والنقد.
أبرز ما شدني إليه وغرس محبته في قلبي تواضعه الجم وحبه للارتقاء بالثقافة، وقربه من المثقفين وتشجيعه المواهب الواعدة. وبفضل اهتمامه أثناء توليه رئاسة نادي جازان الأدبي ومجموعة من أعضاء
...>>>...
من النادر جداً أن تؤكد نتائجُ البحث، بعد عقودٍ، أحكاما سبق لها أن تكونت في الذاكرة من خلال القراءات الانطباعية المبكرة جداً...
ذلك ما أجده عالقاً بالذاكرة منذ زمن الصبا واليفاعة. إذ لا يمكنني، شخصياً، تخيل صورة الأديب الكبير الأستاذ حجاب بن يحيى الحازمي بمعزل عن ارتباط صورته بمخيلتي بتلك الصورة القديمة ب(الأبيض والأسود) على الغلافين الأخيرين لكتابيه (وجوه من الريف)، و(أبجديات في النقد
...>>>...
انطلاقاً من حرص الثقافية على الوفاء بحق الكبار ممن أعطوا الكثير للثقافة في هذا الوطن والاحتفاء بهم وتكريمهم، نسعد اليوم بتكريم الأستاذ حجاب الحازمي أحد الرواد الذين لهم بصمة واضحة في مسيرة الأدب والشعر في منطقة جازان ومن الشخصيات الثقافية التي لها مساحة واسعة من التقدير والاحترام في قلوب أبناء الوطن.
فالأستاذ حجاب لايقتصر عطاؤه على الشعر ولاعلى رعاية أدب وأدباء المنطقة بل يتعدى هذين
...>>>...
- الأستاذ والأديب الموسوعي حجاب الحازمي واحد من الوجوه الثقافية المشرقة التي تعلمك أدب الاختلاف بحس إنساني قل نظيره.
- ذات مساء وفي سنة 86م كنت سائراً في أحد شوارع الحي الذي يسكنه أديب قريتي البارز، فجأة تقف سيارة بجانبي كان يستقلها الأستاذ حجاب، حدثني أنت الابن إبراهيم الذي قرأت له قصيدة في الملحق الثقافي، بإمكانك المرور عليَّ في البيت بعد صلاة العشاء، لم أصدق آنذاك أن الأديب الذي أقرأ
...>>>...