- الأستاذ والأديب الموسوعي حجاب الحازمي واحد من الوجوه الثقافية المشرقة التي تعلمك أدب الاختلاف بحس إنساني قل نظيره.
- ذات مساء وفي سنة 86م كنت سائراً في أحد شوارع الحي الذي يسكنه أديب قريتي البارز، فجأة تقف سيارة بجانبي كان يستقلها الأستاذ حجاب، حدثني أنت الابن إبراهيم الذي قرأت له قصيدة في الملحق الثقافي، بإمكانك المرور عليَّ في البيت بعد صلاة العشاء، لم أصدق آنذاك أن الأديب الذي أقرأ له في الصحف والمجلات ومؤلف الكتب الكتب يعرفني.
ذهبت في الموعد المحدد كنت مغتبطاً بما أنا فيه وبالخطوة التي نلتها، تحدثنا في كثير من هموم الثقافة وشؤون الأدب أذكر من ذلك الحديث عندما وصلنا إلى مجموعة (دوائر في دفتر الزمن) وغاب عن ذاكراتنا في تلك اللحظة كاتبها فتقدم ابنه حسن الذي هو الآن الدكتور حسن حجاب رئيس نادي جازان والأديب المعروف فقال (سباعي عثمان)!!
لقد كان للأستاذ حجاب فيما بعد فضل كبير حيث أضاء لي الطريق ودلني كي أتلمس درب البدايات. كان يتعامل مع الجميع من أبناء جيلي كأب قبل أن يكون معلماً مكنني وهيأني كي نذهب سوياً أنا وابنه حسن لتمثيل المملكة في مهرجان الشباب الخليجي للشعر والقصة الثالث في أبها ومنها انطلقنا كي نمثل الوطن في الشعر والقصة عربياً - هو أول من أخذني لنادي جازان الأدبي في أمسية شعرية مع الشاعر حسن حجاب والشاعر حسين سهيل.
- الأستاذ حجاب الحازمي لم يأتِ من البوابة الخلفية للثقافة والأدب بل سليل أسرة تمد جذورها في أعماق المعرفة والعلم أسهمت بتاريخ مشرق في صفحات الوطن.
- كان يحدثني عن ضمد التاريخ والثقافة من بين ما يقوله لي إن ضمد (بلد الألف عمامة) وكنت أراه العمامة الأولى قبل الألف.
- أديب موسوعي كتب الشعر كأجمل ما يكتب الشعراء لم يجمع أعماله في ديوان حتى الآن ولا ريب أن على النادي تقع هذه الأمانة كي يوفيها لرجل قدم للمنطقة وأبناءها الشيء الكثير.
- مجموعته القصصية (وجوه من الريف) من أوائل القصص التي تتحدث عن التفاصيل الدقيقة لطرق الزراعة والري في جنوب الجزيرة العربية ومن أوائل المجموعات التي فيما أعتقد استلهمت الموروث الشعبي بكل تجلياته، أذكر أن الدكتور بكر باقادر قام بترجمتها.
- كتابه النقدي (أبجديات في النقد والأدب) إسهام نقدي لم ينل حقه من المتابعة والدرس.
- بحثه التاريخي المهم عن الشاعر ابن هتيمل الضمدي أضاء رحلة تاريخية في أدب المنطقة يمتد إلى القرن السابع.
هذا الرجل برغم كل شيء إلا أنه يخجلك بأدبه الجم فيه تواضع العلماء ونبل المثقفين الأسوياء أعترف أنني واحد من جنودك يا سيدي وأنك الفارس الذي يسير خلفه جحافل من الشعراء والمثقفين يدرعون بالنشيد والغناء.
واحد من تلاميذك يا سيدي، تعلمت أبجديات الثقافة والفن على يديك.
واحد من أبنائك يا سيدي، مارس العقوق كثيراً معك وكنت تتعالى عن كل القصائد.
وإذا كانت النفوس كِبارا
ً تعب في مرادها الأجسامُ