تحدَّثنا في مساقات سابقة عن بعض مظاهر التبذير التي تظهر في بعض المسابقات الشعبيَّة والاحتفاليَّات الجماهيرية، التي ربما نهضت على حساب البشر ومصالحهم. وناقشنا بعض آثار ذلك الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وأشرنا إلى أن كُلَّ نشاطٍ لا يحكمه العقل، ويضبطه التنظيم، يصير إلى انحرافٍ وأضرار، برغم ما قد تكمن وراءه من مقاصد نبيلة. وهذا ما يحدث في بعض أنشطة الساحات الشعبيَّة على اختلافها، التي يجب
...>>>...
(يتحفني بعض الإخوة الأحبة بما يصدر حديثاً من مؤلفاتهم، ومنهم من يوليني من الثقة ما يحمله على التطلع لإبداء رأيي حيالها، وأنا وإن كنت أصدر مجلة أتحدث فيها عن بعض المطبوعات، إلا أن مجالها من الضيق، بحيث لا يتسع للحديث عن كل ما يتحفني به أولئك الأحبة، ومن هنا اضطررت أن أحصر الحديث في تلك المجلة على المؤلفات القديمة، ذات الصلة القوية بما أنشئت المجلة له، مما يتعلق بتاريخ العرب،
...>>>...
كان الأصدقاء الجزائريون وعلى رأسهم الصديق الروائي أمين الزاوي مدير عام المكتبة الوطنية كرماء معي هذا العام الذي اختيرت فيه الجزائر عاصمة للثقافة العربية فبعد دعوتي لملتقى (الثورة الجزائرية في الأدب العربي).
دعيت ثانية لملتقى (سرديات الكاتبة العربية) جاءتني هذه الدعوة وسط عدة دعوات متقاربة لم أجدني قادراً على تلبيتها وكم تمنيت ذلك ولكن الإجراءات هي التي حالت وأعتقد أن مبدعي العرب الكبار
...>>>...
يجد طلاب العربية بعض الارتباك عند محاولة وزن الألفاظ وزنًا صرفيًّا، وهم معذورون في ذلك؛ لأن الصرفيين أنفسهم وقعوا في خطأ جسيم وهو الاعتماد على الكتابة في التحليل الصرفي، وكان عليهم أن يعتموا على اللفظ.
لا يجد الطالب مشكلة في وزن فعل مثل (ذَهَبَ) فهو على وزن (فَعَلَ) والأمر لا يعدو استبدال الفاء بجذر الفعل الأول والعين بجذر الفعل الثاني واللام بجذر الفعل الثالث لتحصل لنا بهذا صورة للفعل
...>>>...
أهداني أخ عزيز - تعرفت عليه في معرض الكتاب - ديوان ( خالد الفرج) الجزء الأول والثاني، والذي قدمه وحققه خالد سعود الزيد، وطبع بالكويت عام 1989. ولقد خط الشاعر بخطه الجميل بعض المعلومات عن حياته وبعض قصائد الديوان. فيقول عن نفسه: خالد بن محمد بن فرج بن عبدالله بن فرج الصراف الدوسري؛ من المساعرة، وأمه شيخة بنت ثنيان بن عبدالرحمن أل ثنيان، من قبيلة الخليفات في قطر.
قال أبو سرداح لصديقه: أنت هامش، زبد، حجر على قارعة الطريق، ولولا ما بيننا من دم وصداقة ومشاوير لقرأت عليك شعر الصعاليك وغضب الرجال العابرين من براكين النار وجدران الأسمنت وهزائم الأرومة، لكن سوف أتركك للزمن يضربك على أنفك لتتعلم شروط الحياة والعيش بهدوء وسكينة تحت سقيفة باب الغواص في قريتك الغافية!!
فقال له: لم أفهمك تماماً. هل لديك فكرة؟ أو مشكلة أو أزمة؟ أنت تشتمني بلا داع، إذا كان
...>>>...
في أعوام التسعينات وبالذات في نهاياتها كان التحرك السياسي العراقي للمعارضة العراقية القاطنة في بلدان العالم الأوربي والأمريكي تتحاور مع الولايات المتحدة الأمريكية للعمل معها كأدلاء في غزوهم للعراق. لم تكن مؤتمرات المعارضة العراقية تحمل الأمل الجميل بل كانت أشبه بوليمة لتقاسم الغنيمة العراقية بين أحزاب دينية وقومية. وكان
...>>>...
ولنكن منصفين، فلا بُدَّ أن نستحضر (زوربا) اليوناني، لنفهم درس (كازنتزاكي) في معنى الصمت والتعبير بالجسد، ونذهب إلى (عرس بغل)، لنرى حرقة الأجساد في عالم الطاهر وطار، فالفرح والرقص ليس خصوصية لنا. وأحدهم بيننا في أمسية فنية ثقافية لفرقة تونسية، تؤدي لوناً تعبيرياً جميلاً بقصر الثقافة الفخم، فيسأل بدهشة بلا مبالغة، ما يفعلون هؤلاء يتلوون كالمجانين؟، وينسي أن طبولنا دارت العالم، ليشهدوا رقصنا
...>>>...
كل يوم نعجن خبز الصباح (ألماً) ونذوب الأرق في فناجين القهوة لتفوح رائحة القهر!
كنت أشاهد برنامجاً تديره مذيعة أمريكية مشهورة جداً.
تجلس أمام هذه المذيعة (مواطنة) أمريكية تبكي بحرقة وتمسح دموعها بمنديل، يصرخ من التعب أولادها وزوجها بجانبها، كانوا يواسونها برحمة ممزوجة بالملل!! أرهفت سمعي كيّ أستطيع مشاركتها ألمها بطريقة فعلية لعلّ قلبي يعرف الرحمة
...>>>...
كان لانضمام الصبية الجدد إلى المعمل طقوس لا تتغير. فقد تمرّ امرأة متشحة بالملاءة السوداء من أمام المعمل في زقاق معاوية، وهي تجرّ بيدها صبياً صغيراً لا يتجاوز عمره تسع سنوات، فإذا لمحتْ من وراء باب المعمل الزجاجي أن أبي موجود وراء مكتبه، دفعت الباب برفق شديد ودخلت على استحياء، وحيته وقالت له من وراء منديلها الأسود الذي يغطي وجهها بلهجة مترددة وخجولة: (عمي أبو معتز أنا من بيت (فلان) وهذا ابني يتيم
...>>>...
شاع في الدراسات المسرحية استخدام مصطلحي: (المونولوج) و(المناجاة) للدلالة على مفهوم واحد: هو حديث الشخصية إلى نفسها بعيداً عن الآخرين. وبين الكلمتين فارق دقيق. فالمونولوج: (حديث مكتوب لشخصية واحدة فقط… (قد يأتي) على شكل صلاة أو ترتيلة، أو مناداة لغائب، أو رثاء، أو أغنية حب…إلخ)(1).
أما المناجاة فهي نوع من أنواع المونولوج تتحدد (عندما تفضي الشخصية بمكنونات قلبها على انفراد في لحظة من لحظات التطور
...>>>...
لطالما قام التفاضل في المنازل على مقاييس نفسيّة - اجتماعيّة أو إنسانيّة في المقام الأوّل، ولعلّ بعض الأحداث التاريخيّة التي انتقلت إلينا بالرواية أو التدوين، هي خير دليل على ذلك، ومنها ماروي عن ميسون بنت بحدل الكلبيّة، زوج معاوية بن أبي سفيان، التي انتقلت من بيت أهلها في البادية، لتعيش في قصر من قصور الخليفة في الشام، حيث افتقدت الأنس، والألفة، فقالت قصيدتها الشهيرة:
ربما ليس هناك من شخصية أدبية كبيرة مختَلف عليها كأدونيس! فهو اسم معروف للقاصي والداني في عالم الأدب، لكن قلة ممن يقولون بشاعريته الكبيرة يستطيعون أن يرددوا بيتين أو سطرين من شعره. كيف يستقيم ذلك؟.. لا أدري! أضف إلى ذلك أن أحداً لا يشكك في شاعريته، أو يمكن أن يقول إنه ليس شاعراً كبيراً، فما معنى قولك: شاعر كبير،.. إنْ لم تكن تحفظ له حتى نتفة من الشعر؟ فهل مجرد أنهم قالوا لك هو شاعر كبير،
...>>>...
يتساءل الدكتور عبدالله الغذامي في مقال أخير بعنوان: (الأدونيسية التي (النسقية التي) لا تنتهي)، (صحيفة الرياض الخميس 10 يناير 2008م العدد 14444): ماذا لو صار أدونيس زعيماً عربياً؟
ويخلص إلى تقرير نتيجة مفادها أن أدونيس سوف يصبح (طاغية).
وقد وصف الدكتور عبدالله الغذامي المشروع الشعري والنقدي الأدونيسي بجملة من الأوصاف والسمات التي يمكن لأول وهلة نفيها خارج إطار العلمية والمنهجية.
...>>>...
ليس في الشعر العامي ما يحسب على أنه محاربة للغة الأم كما يذهب إلى ذلك البعض فهذا الشعر وإن كانت لغته غير سليمة فله قيمته من حيث كونه مرآة صافية لحياة أبناء الجزيرة العربية فيما مضى وهو قريب الشبه بالشعر الجاهلي والإسلامي القديم في موضوعاته ومعانيه وأساليبه. وفي زمننا هذا فإن من ينظمون الشعر باللسان العامي هم أصحاب ملكة وموهبة شعرية لا يمكن لأحد أن يتصدى لها أو يقف في وجهها أو ينكر على
...>>>...
أثناء العرض وبعده كنت أتذكر مقولة لأحد الشعراء الفرنسيين عن قصائد فيكتور هوجو بعد تحوله إلى الشعرية الرومانسية المسكونة بهاجس التجريب والتجديد حينها. كان يقول: (إن هذا الشاعر الشاب ما كان يلقي قصيدة جديدة حتى تدهشنا وتقطع حبال الكلام في حناجرنا وكأنها الحجر يقع على بيت النمل!
كلمات محمد لم تك أحجاراً، بل أوتاراً أخرى كنا نحسبها تنشأ فينا وتغنينا.. كانت أصوات الناي العالي توقظ فينا الأسماء
...>>>...
تشير تجربة العمل الثقافي العربي المشترك إلى معاناة واضحة كما تكشف عن ذلك حركة النشاط الثقافي العربي باعتباره محكوماً بآلية عمل جامعة الدول العربية من جهة، وبالمبادرات الخاصة للمؤسسات والأجهزة الثقافية في الأقطار العربية من جهة أخرى.
ونناقش العمل الثقافي العربي المشترك في هذه المقالة، كما تطرحه كلمات ومواقف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو) خلال أعوام الثمانينات
...>>>...
في لقاء أجرته مع الرئيس معمّر القذّافيّ إحدى الفضائيّات ليلة رأس السنة 2005، قال: إنّه لو لم يكن رئيس دولة؛ لكان يحبّ أن يكون مثقّفا كبيراً! ولا أنسى هنا أنّ سيادة العقيد مثقّف، بوصفه كاتب قصّة قصيرة، وله أكثر من مجموعة قصصيّة.
في المقابل: ثمّةَ عشراتُ الآلافِ من المثقّفين العرب، يتمنّون أمنيةً معاكسة، لو أنّهم لم يكونوا مثقّفين، وكانوا رؤساء دول.