الثقافية - علي الحسين:
الدكتورة هند بنت عبد الرزاق المطيري أستاذ الأدب القديم المشارك بقسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة الملك سعود ، اسم غني عن التعريف فهي شاعرة محلّقة في غمام الجمال شعراً سباحة ماهر في بحور القوافي تغزل من كلماتها نسيج الإبداع، حين أجريت معها هذا الحوار والمختلف كنت جاداً في طرح أسئلة فلسفية ثقافية أدبية تكشف للقارئ جوانب أخرى وكأنني وأنتم أول مرة نتعرف على هند المطيري الإنسانة والفنانة والمثقفة.. تعالوا معي كرماً لنبسط لكم فكرة الحوار وفلسفته مع الدكتورة المطيري.
* هل الحب ثقافة أم مشاعر؟
- الحب مشاعر تغذيها الثقافة؛ فتنمو في أمة وتموت في أمة.
* الأجهزة الذكية علمت الأصابع «الثرثرة» فمتى نعيد لأسماعنا الرصانة والأدب الرفيع؟
- لكل عصر مقدراته، ولكل جيل قدراته. وجود الأجهزة الذكية نعمة، ولا عيب في استخدامها حتى للثرثرة. كادت المدنية بحواجزها الأسمنتية تقضي على التواصل الاجتماعي حتى انفتح لنا هذا الفضاء الإلكتروني، فالحمد لله.
* الأدب همسة روح تصل الغمام لتنتظر الهطول، فهل الإمساك به كالقابض على جمرة؟
- الأدب وسيلة الأديب للحياة، والقابض عليه كالقابض على بذرة أو سنبلة أو حتى ثمرة وباقة ورد.
* انفتاح النوافذ والبوابات هزم شروط النشر.. مَنْ يضبط الإيقاع المنفلت؟ وكيف؟
- لا أظن الضبط ممكناً بالطريقة التي نتوقعها؛ فالمادة والاقتصاد يتحكمان بقوة فيما ينشر. يكفي أن نضبط تلقينا ونهذب قرائحنا من أن يؤذيها النشاز.
* التفكير الناقد صار جزءاً من المقرر الدراسي.. أي أثر ننتظر؟
- ننتظر خيراً؛ إذا قدم المقرر كما ينبغي. لا يكفي أن أعد المقرر الدراسي، بل لا بد من إعداد المعلم المؤهل لتدريس هذا النوع من المقررات. أعتقد أنه لا بد -مبدئياً- من الاستعانة بأساتذة الجامعات المختصين في النقد والفلسفة في تقديم ورش تدريب للمعلمين على كيفية تدريس مثل هذا المقرر للطلاب.
* من يسيطر عليك لحظة الكتابة؟ الرقيب.. الناقد.. أم جمهور المعجبين.. ولم؟
- شعوري هو الباعث الأول للكتابة في معظم الأوقات، لكن الفكرة -أيضاً- قد تتطوع لإنقاذ الموقف حين يتوقف الشعور لعارض ما.
لاحقاً؛ قد أفكر في الناقد، أما الرقيب الذاتي والجمهور المحب فهما حاضران دائماً في كل مراحل الإبداع.
* في ظل التباين بين نقيضين القديم والحداثي كيف نستطيع الإمساك بطرفيها؟
- المبدع الواعي يعرف كيف يتعامل مع هذين الطرفين؛ فيختار النص المناسب في المقام المناسب. والجمهور المحب للأدب يتذوّق القديم والجديد.
* التسامح مع الآخر اختلاف، والتضاد بينهما تصالح، متى نمسك بخطام المحبة ونسرحه بالجمال؟
- المحبة خلق أصيل في الإنسان؛ فالإنسان محب بطبعه؛ والأديب إنسان تزيد عنده نسبة المحبة فيجسدها أدباً؛ يصور عوالمه التي تتقاطع مع عوالم الآخرين.
* متى نرى الثقافة غير مقبوض عليها بسلاسل الرقيب؟
- (يموت الناقد يحيا النص) جملة كانت ترددها؛ أنا المبدعة داخلي كثيراً، قبل أن يعلن -مؤخراً- عن موت الناقد. وأخشى أن يأتي زمان تردد فيها (ألا ليت سوط (صوت) الناقدين يعود)!
* هل النهل لفلذات أكبادنا من الشارع ثقافة؟ وكيف ننمي فيهم لحظة الإبداع؟
- لا أشعر بالقلق حيال ذلك؛ فالأجيال الحالية واعية ومنفتحة وتملك القدرة على الهضم والتمثيل.
* هل النقّاد اليوم للأدب باتوا موضوعيين أم شللين وهل انعكس ذلك على المبدعين الحقيقين شعراء، قصاص، روائيون؟
في كل عصر ثمة ناقد موضوعي وآخر انطباعي، ولكل وجهة هو موليها، ولا ضير في وجودهما معاً. أما الشللية فآفة مفسدة تجاوزها المشهد الثقافي السعودي -مؤخراً- بفضل جهود وزارة الثقافة وما يندرج تحتها من المبادرات والبرامج التي يتسع صدرها للجميع.
* كيف ترى مبدعنا الإبداع الثقافي والأدبي لدى الشباب، ولماذا النقد بعيد عن ذلك، فقط التكريس جلّه حول الأسماء المتداولة إعلامياً؟
- لا أظن ذلك متحققاً على أرض الواقع؛ في ظل الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل جودة الحياة. كل مبدع سعودي اليوم يجد طريقه إلى الساحة، ثم هو ومهارته في ميدان المنافسة؛ فإما أن يصمد وإما أن ينسحب.