الثقافية - علي القحطاني:
يعدّ صالون الشيخ عثمان الصالح الذي يديره ويشرف عليه نجله الأستاذ بندر عثمان الصالح من أهم الصالونات الثقافية في العاصمة وتساهم في إثراء الحركة الأدبية وخصوصاً أن الاثنينية التي ارتبط مسماها بمسمى الشيخ عثمان الصالح -رحمه الله- تحظى باهتمام واسع من الصحافة لتسليط الأضواء على نشاطاتها وأخبارها والتقت «الثقافية» بالأستاذ بندر عثمان الصالح وتحدث عن أهمية الصحافة واستطاعت أن تحافظ على وجودها أمام التحديات التي تثيرها وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي، كما تحدث عن نشأة الاثنينية وأهدافها وأهم الضيوف التي تمّ تكريمهم، وعن المشروع القادم لتوثيق محاضرات وندوات الاثنينية.
أهمية الصحافة
* للصحافة مكانتها لدى المسؤول والمتلقي، كيف استطاعت أن تحافظ على هيبتها أمام التحديات التي تثيرها التواصل الاجتماعي؟
- أهلاً ومرحبًا بك! وأنت تمثِّل صحيفة «الجزيرة» الكيان العريق الذي يحمل تاريخًا عظيمًا وتعتبر الجزيرة وصحف المملكة كلها، بمن فيها صحيفتي « الرياض» و»عكاظ» وهي من المواقع الرئيسة التي تحمل مسؤولية نقل الأخبار رغم التحديات والعواصف التي تثيرها الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يزال للصحيفة وهجها وثقتها أمام المسؤول والمتلقي ووظيفتها الأساسية نقل الحقائق وتبليغ الأخبار والمعلومات بمصداقية ودقة وأمانة.
البدايات
* اثنينية الشيخ عثمان الصالح من الصالونات الثقافية المهمّة في العاصمة؛ متى كانت بداياتها وهل هناك جهة استشارية لتنظيم أوراقها الثقافية؟
- ترجع بدايات هذه الاثنينية إلى السبعينات من القرن الميلادي الماضي، حيث كان بعض الأدباء والمفكرين يلتقون من حين لآخر في منزل الوالد عثمان الصالح -رحمه الله- يتطارحون الرأي في شؤون الفكر والأدب والثقافة إلا أن تلك اللقاءات قد ازداد حضورها وأصبحت شبه منتظمة وبدأ التفكير بإنشاء اثنينية الشيخ عثمان الصالح بعد وفاة الشيخ عبدالعزيز الرفاعي عام 1414هـ/1993م، وتوقف ندوته المعروفة التي كانت تعقد كل خميس، إذ تركت وفاته وندوته فراغًا ثقافيًا وأدبيًا كبيرًا، فكان أن توافد بعض المثقفين والأدباء في مدينة الرياض على منزل الشيخ عثمان الصالح ورغب الوالد عثمان -رحمه الله- أن يستأنس برأي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله - عندما كان أمير منطقة الرياض في أن تكون هذه اللقاءات بصورة منتظمة ومستمرة كل يوم الاثنين موعداً لهذه اللقاءات فأجاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بمباركة هذه الخطوة ومما جاء في خطاب سموه الكريم بقوله: «تلقيت كتابكم المؤرّخ في 27 / 9 / 1414هـ الذي تشيرون فيه إلى أنكم كنتم ممن يرتاد ندوه الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي -رحمه الله - مع بعض الأدباء والشعراء وبعد وفاته تأصلت تلك اللقاءات في زيارات يقوموا بها لكم كل يوم اثنين ليلة ثلاثاء، وتطلبون رأينا لو تكررت هذه الزيارات منهم لكم ونحيط سعادتكم أنكم محل ثقه الجميع وأنتم من خيرة من يثنى ذلك لما لكم من جهود معروفه ولما تتمتعون به من اخلاص وإدراك للأمور وعلى ذلك استمرت الإثنينية منذ ذلك الحين الى قبل وفاة الوالد عثمان الصالح -رحمه الله - وبخطة موزونة وكان هناك لجنة إشرافية على الإثنينية؛ والإثنينية تهدف الى المشاركة في التعريف بما تعيشه المملكة من نهضة علمية وفكرية وثقافية وحضارية شاملة كما تهدف أيضاً إلى الإفادة من الرموز العلمية والثقافية والفكرية بالمملكة وربط الأجيال الناشئة بهم أضف الى ان الإثنينية تساهم في اقامة الجسور بين المثقفين والمفكرين والأدباء.
الشخصيات التي تمّ تكريمها
* من أهم الضيوف التي تمت استضافتها في الاثنينية؟
- كان يتزامن مع إثنينية عثمان الصالح أحدية الدكتور راشد المبارك وكانت أكاديمية تخصصية بحتة ولا يحضرها إلا الأكاديميون والمتخصصون وحضرها الوالد الشيخ عثمان الصالح بعض جلساتها وقمنا في الاثنينية باستضافة وتكريم د. راشد المبارك - ومنهجنا في الاثنية تكريم شرائح المجتمع من كافة أطيافه التربوية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية وقمنا بتكريم واستضافة فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله - وأمضى في جلسته معنا ثلاث ساعات، كذلك قامت الإثنينية باستضافة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز تكريماً لسموه على حسن صنيعه في تمويل «موسوعة القيم ومكارم الأخلاق العربية الإسلامية»، والأمر بنشرها ومن أهم ضيوف الإثنينية الأمير منصو ر بن متعب بن عبد العزيز والأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز ومعالي معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي الشيخ صالح السدلان ومعالي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع ومعالي الشيخ عبد الله المطلق ومعالي الدكتور محمد الرشيد وزير التربية والتعليم السابق كما قامت الإثنينية بتكريم عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية.
الرصد والتوثيق
* سمعنا أن عندكم مشروع تأليف كتاب يجمع ما دار في الإثنينية من محاضرات وتكريم الشخصيات ما الذي تمّ بشأنه؟
- ظروفي انشغالي أدت إلى تأخر هذا المشروع؛ ودائماً ما أحاول أن أرجع إلى مكتبة والدي -رحمه الله- واسترجع ملفات وأرشفة الإثنينية وهي محفوظة ومسجلة بالصوت والصورة.
** **
@ali_s_alq