عبدالمحسن بن علي المطلق
أنين (القراءة ).. الخفيّ اتساقا مع (معرض الكتاب) المقام في رحاب «جامعة الملك سعود -رحمه الله-..لا بدّ للقراءة من شكوى، ومنّا عليها مشاطرةً بالتوجّعُ فضعفها بيننا بادٍ، مما لا حاجة لإثبات المثبت!بل عدم الإقرار بهذا مشابهة لوضع لُصق بالنعامة.. التي قيل عن رأسها بالتراب!.. و ذاك أن (التعامي)عن الوقائع مفضٍ لفظائع، أروم من هذه أن المشاهد لا تدلّ على سعينا لحل المعضل القائم، فأولى مراحل العلاج كما يقرر الأطباء و أهل الدراية من قبلهم هو /الاعتراف بالمرض.. فهذا- الاعتراف- (وحده..)الذي يجعل صاحبه يسلك الأسباب - التطبّـب-،
وأن عساه يطيب، من اللطيف بهذه الجزئية أن أحدهم ظل دهرا يدعوا بآية (رب هبي لي من لدنك ذريّة طيبة) ، ملحوظة بمقدار بعوضة: لا جديد أشير له.. أن أعظم( صيغ) الدعاء ما جاء بالقرآن، ثم ما صحّ بالسنّة على صاحبها الصلاة والسلام، هنا سمعه يوما محبّ فأردف( طيب تزوّج)،لأنه أعزب! فحال هذا.. كمن/
يرجو النجاة ولم يسلك مسالكها
إن السفينة لا تمشي على اليبس
نعم هناك أسباب لضعف القراءة، و زاد مساحة هذا- الضعف- أدوات التواصل التي شبه زهّدت بالكتاب، لأن اشتقاق المعلومة عبرها من اليسرألا تحتاج الا تغطية الشبكة(لا أحبّذ لفظة نت) ، و اللفظة ليست بدعا من عندي، ففي أعراف البنوك أن أي شيك(لا يغطيه) الرصيد يُعاد لصاحبه! أقول هذه مثلبة مقرّا بوقوعها، لأنها سبب بل أجزم أنها كادت تُصيب القراءة بمقتل، بعد أن كانت..قبل هذا الانفتاح - التواصل
وأدواته- تترنّح وإن تعجب فأزيدك عجبا أن أهل العلم مجمعون على أن القراءة أولى( أهم) مصادرالمعرفة، نعم لم يطبقوا على أنها السبيل الوحيد، لكن حسبها مقاما أن رصيد المرء من القراة محاذ رصيده من المعرفة والحمد لله الى اليوم للكتاب عزّ وارتفاع، حتى وإن بخس قدره حتى لدى من يُعتب عليهم ممن هم أهل هذا السحاء، ف( معارض الكتاب ) السنوية وما يسبقها من احتفال وكذا ما يصحبها من احتفاء دالّ على هذا القدر الذي لازالت ترتع بأفيائه بيننا، وكفى -تلك المعارض- أنها تحظى باهتمام القيادة بكل الدول، بخاصة لدينا.. إذ تُرعى من لدن قائد المسيرة واهتمام كبير من عرّاب الرؤية ولي العهد رعاهما ربي و سدد بطريق الخير خُطاهما وذلك وجه كبير على ما للكتاب(.. و القراءة ) من وزن لا يضار فيه من ثبّط دون أن يدرِي .. وتحت تعذير يسوقه أن أدوات التواصل التي يزعم- هو- أنها فصلت بين المتابع وبين المطالع.. بالكتاب فيما هناك من يظن ( هداه الله) أن معارض الكتاب السنوية نوع من النشاط المجدول!وما هذه متفقةً وما نشاهده من زخم وجهد ضخم يسبق ويحضرثم يتبع انقضاء موسم المعرض، بل إني أُشدد أن ما يتبعه من حصاد كاف عن أي تعليل قد يًـزوّق للكتاب (له وعنه)..فما عرف البلاغة بليغ ولا توسّع خيال الكاتب ولا زاد من رصيد المثقف ولاعلا بعضهم قدرا (عند الأمة ..)على بعض، إلا من خلاله، ما أكاد أقول لولا الملام: رضي من رضي أم عاند من عاند إشارة صحّ عند أحمد رحمه الله .. قوله- صلى الله عليه وسلم-{ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يترك اللهُ بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعِزِّ عزيز أو بذُلِّ ذليل..} الحديث ، فالجملة الأخيرة يشتقّ منها كل عاقل أن هناك ما لا خيرة به بمعنى أسلّمت به، أم لم تسلّم، فتتساير مع ركبه، والا فقد يمرّ على محطتك قطاره ويعدوك، ثم لا يعدْ.. ليعيد لك الفرصة أي من بعد أن تفكّر، أتصحب القوم أم.. وبالتالي تعود عن قرار عدم» المسايرة»...! بوقت ولات ساعة بها مندم.