أحمد بن عبدالرحمن السبيهين
- زوجتي، التي كثيراً ما تُربكني بتعليلاتها المنطقية، عادت يوماً من جولة تسوّق، وقد كانت مفتونة بوصف فستان الأحلام بالنسبة لها، والذي رأته في واجهة عرض أحد محلّات الملابس الراقية.
وبعد أسبوع من التوسّل والإلحاح من جانبها، أذعنتُ لطلبها كالعادة، فانطلقتْ بخفّة وسعادة لشراء أُمنية قلبها. ولكنها سرعان ما عادت خالية الوفاض، وقالت مُعلّلة ما حصل: بأنها وجدت الفستان لا يزال قابعاً في مكانه في واجهة المعرض، ولكنها فكّرت: بما أنه لم يتقدّم أحد من الزبائن لشرائه طوال هذه المُدّة؛ فقد قرّرتْ العدول عن شرائه أيضاً.
- بعد أن أنهى والدي عمله في سافانا بولاية جورجيا، سأل موظّف التذاكر العجوز عن موعد تحرّك القطار.
فنظر الرجل من خلال نظّارته السميكة، وقال: «أنا أراهن أنك قادم من نيويورك». فدُهش والدي، وقال: «صحيح، ولكن كيف عرفت»؟
فأجاب الموظّف: «حسناً، الرجل القادم من شيكاغو يسأل عن أوّل قطار مُتّجه إلى شيكاغو، والقادم من دالاس يسأل عن أوّل قطار مُتّجه إلى دالاس، ولكن القادم من نيويورك لا يفعل ذلك، بل يسأل عن أوّل قطار سيتحرّك، وكأنه لا توجد مدينة في طول البلاد وعرضها إلا نيويورك.
حكايات قصيرة:
- عندما أقامت القوّات الجوية الأمريكية قاعدة عسكرية لها في إنجلترا خلال الحرب العالمية الثانية، نصحت إدارة العلاقات العامّة الأفراد بضرورة المُحافَظة على علاقات جيّدة مع زُملائهم الإنجليز، ومُراعاة طبيعتهم المُحافِظة.
وحدث أنه بينما كان أحد الأمريكيين يُشارك جُنديّاً إنجليزياً السفر لمُدّة ساعة في إحدى عربات القطار، لم يستطع الأمريكي الصبر على الصمت المُخيّم على الجو، فقال: «هل تسمح لي بتجاذب أطراف الحديث معك»؟
وبعد فترة صمت كأنّها الدهر، ظنّ فيها الأمريكي أن صاحبه مُصابٌ بالصمم، التفت الإنجليزي إليه مُجيباً: «في أيّ موضوع»؟
- للكاتب المسرحي الشهير فرانك مولنار طريقتان للتخلّص من الزوّار الذين لا يرغب في مُقابلتهم في مكتبه؛ فالذين لا يُمانع حقّاً في مُقابلتهم في أوقات أُخرى مُناسبة، تقول سكرتيرته لهُم: «إنه غير موجود».
أما الذين لا يرغب في مُقابلتهم مُطلقاً، فتقول سكرتيرته لهُم، بالإضافة إلى أنه غير موجود: «لقد غادر المكتب منذ دقيقة واحدة فقط، فلو أسرعتم بالنزول إلى الشارع لاستطعتم اللّحاق به».
- تلقّى الطبيب مكالمة عاجلة من أحد الكُتّاب، يقول فيها إن ابنه الصغير ابتلع قلمه الحبر. فطمأنه الطبيب بأنه قادم في الحال، واستفسر عمّا يفعله الأب خلال هذا الوقت؟
فقال الكاتب: «أنا أستخدم القلم الرصاص».
وصايا طريفة:
- أوصى عازب من بوسطن بتخصيص ثروته، بعد وفاته، لثلاث فتيات رفضن عرضه للزواج منه، وقال مُعلّلاً اتّخاذ قراره هذا: «أنا مُدين لهُنّ بالسلام والسعادة اللذين تمتّعتُ بهما طوال حياتي».
- أوصى الشاعر هنريك هاين بكامل مُمتلكاته لزوجته، بشرط أن تتزوّج بعد وفاته في الحال، وقال إن السبب: «أن الزوج الجديد سيكون الرجل الوحيد على الأقل الذي سيترحّم عليّ».
ومضات:
- استقال مدير أحد الفنادق في نيويورك من وظيفته يوماً، وهو الآن يعمل جرسوناً في نفس الفندق. فقد أصبحت لديه هموم أقلّ، ويكسب مالاً أكثر، من إكراميات النُزلاء.
- قالت ربّة المنزل لمندوب مبيعات المكانس الكهربائية: «أقترح عليك أن تزور الجيران، فأنا أستعير مكنستهم، وهي حقّاً سيّئة».
- قالت مندوبة المبيعات الغاضبة من زبونة عدوانية: «على رسلك يا سيّدتي، فإن الأيام التي اعتدتُ فيها على إهانة الزبائن الحمقى لا تزال ماثلةً في مُخيّلتي».
تعريفات:
- الأخلاق: كالصفر في الرياضيات. ربّما لا يكون لها قيمة بنفسها، ولكنها تُضيف الشيء الكثير من القيمة لكلّ شيء آخر.
- الصديق: هديّة تُهديها لنفسك.
(مجلّة «ريدرز دايجست» لشهر إبريل 1946)