م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- هل سألت نفسك: لماذا نتعلم؟.. وهل خطر في بالك أن الغاية من التعليم ليس غرس معلومة في ذهنك.. بل لتعليمك كيف تفكر وفق منهج وكيف تجعل من ذلك المنهج أسلوب حياة.. فتكون قراراتك وتصرفاتك مبنية على منهج ولا يكون سعيك في الحياة عبثاً.
2- هل سألت نفسك: لماذا سميت الكتب الدراسية مناهج؟.. لعلك قد علمت أنها سميت بذلك لأن لها مسارات ولها أهداف محددة بغاية وهي أن تتعرف وتفكر وفق منهجية وليس أن تحفظ ما بداخل الكتاب دون فهم لمنهجه.. وأنك إذا أخفقت في فهم المنهج المقصود من ذلك الدرس القائم على المعلومة تكون تلك المعلومة بالنسبة لك بلا معنى.. وهنا يمكن النظر إليها على أنها عبث.. والعبث هو الذي لا ينفع.. لذلك ورد في الأدعية المأثورة الاستعاذة من علم لا ينفع.
3- بالتأكيد ليس هناك علم لا ينفع مطلقاً.. فكل مخلوق خلقه الله على هذه الأرض هو جزء من توازن البيئة بأحيائها وترابها وهوائها ومائها.. فكل مخلوق له نفع وكذلك العلم في كل مجالاته ومناشطه له نفع.. لذلك الدعاء بالاستعاذة من علم لا ينفع لا يقصد به العلم ذاته بل الجهل بالمنهج الذي يخدمه ذلك العلم.. أي أن الاستعاذة من طالب العلم الذي لم يفهم مقاصد ذلك العلم لا من العلم.
4- الكلام الذي يقوله أو يدونه البشر هو في مجمله كلام مكرر وفي غالب مواضيعه كلام معاد.. فالناس يشتركون في مساحات واسعة على المستويات الذهنية والمعرفية والاقتصادية والفرق بين أنواع الكلام هو مقدار منفعته.. لذلك يعد الهذر كلاماً هملاً لا قيمة له إلا في وقته حينما يقصد به التسلية والتفكه.
5- لك أن تتخيل لو لم ندرس مثلاً مادة النصوص الشعرية في المدارس.. كم كنا سنفتقد للمبدعين في هذا المجال.. وكم كان مجتمعنا سوف يفقد المتذوقين للشعر.. وانظروا إلى دوره في التأثير على الذائقة العامة وتوازن أحاسيس الفرد الإبداعية.. إذاً فحفظ النصوص ليس للتاريخ والتفاخر وتكديس المعلومات في الذهن بل للاكتشاف وإعلاء الحس الذوقي لدى الناس.. وكذلك الحال في كافة المواد.. فإذا لم يعلِّم المعلم تلاميذه المقصود من المنهج المقرر فهو لم يعلمهم شيئاً.